لها ورق كَرِقاق الفرن ... د فوقَ غصونٍ دقاقِ القُضُبْ
[الباب السادس والعشرون]
الآذَرْيون
ابن رشيد:
أحسنْ بالآذريونِ من رَيْحانةٍ ... على الرياحين جميعاً زاهيهْ
أزرارُ ديباجٍ إذا الليلُ دجى ... وهنَّ في الصبحِ عيون ساميهْ
كأنها مداهنٌ من ذهب ... مُشرّقاتٌ وسطهن غاليهْ
آخر:
تحملُ آذريونَةً ... مكانَ سيف المُجتلي
كأنَّما سوادُها ... في وسط وردٍ شكلِ
خالٌ على وجنتهِ ... حُفَّ بورد الخجلِ
آخر:
وحُمِّلَ آذَرْيونةً فوقَ أُذنه ... ككأس عقيقٍ في قرارتها مسلُ
العلوي:
وأشرقَ آذَرْيونُها فكأنها ... صِماماتُ وشي هُيِّئت للمخازنِ
ابن المعتز:
سَقْياً لروضاتٍ لنا ... بكل نَورٍ حاليهْ
عيونُ آذريونها ... والشَّمسُ فيها كاليهْ
مداهنٌ من ذهب ... فيها بقايا غاليهْ
وفي الباب ضروب تستقبل الشَّمس وتدور معها حيث دارت. ومعرفة العرب بذلك معرفة عيان ومشاهدة.
قال الحطيئة في القصيدة التي أولها:
عفَا مُسحلان من سُليمى فحامرُهْ
ولم يأتِ مفعلان في شيء من العربية إلاَّ هذا، وحرف آخر وليس لهما ثالث.
بمُسْتأسدِ القُريانِ حُوٍّ تلاعهُ ... فنوَّارهُ نيلٌ إلى الشَّمسِ زاهرهْ
وقال الأعشى:
ما روضةٌ منْ رياضِ الحزنِ معشبةٌ ... خضراءُ جادَ عليها مسبلٌ هطلُ
يُضاحكُ الشَّمسَ منها كوكبٌ شرقٌ ... مؤزَّرٌ بعميمِ النَّبتِ مكتهلُ
يوماً بأطيبَ منها نشرَ رائحةٍ ... ولا بأحسن منها إذ دنَا الأُصلُ
وقال ذو الرمة:
حوَّاءُ قرحاءُ أشراطيَّةٌ دَكَفت ... فيها الذهابُ وحفَّتها البراعيمُ
قالوا في تفسير قرحاء: في وسطها نوَّارة بيضاء تضاحك الشَّمس. وذكر ذلك المحدثون، منهم الصنوبري. وحسبك به وصافاً للأنوار والأزهار والأعشاب، وأيام الدجن والسحاب والشَّمس والجداول؛ وذاكراً من أحوالها، ومثيراً من سرائرها ودقائق محاسنها بأحسن ديباجة، وأرق كسوة، وأغض لفظ، ما لم يذكره أبو نواس في الخمر والطرد، وابن حازم في القناعة، وأبو عبادة في الخيال، والعلوي في السماء والنجوم، بل امرؤ القيس في صفة الخيل والنابغة في الاعتذار، والأعشى في الخمر، وزهير في المدح، والشماخ في وصف الحمر والأعيار وابن مقبل في وصف القداح، وذو الرمة في وصف الفلوات والمناهل والحرات والهواجر والحرابيّ، وعوران قيس في خصائصهم التي بها يكلفون، وفي أساليبهم التي بسلوكها يلهجون.
وقال الصنوبري:
وتدورُ مائلة تجاهَ الشَّمسِ ما ... دارتْ فتحسبُها تدورُ بكوكبِ
قال ابن الرومي:
وضحكتُها كالوردِ جاءتهُ ديمةٌ ... بكتْ فوقهُ حتَّى تضاحكَ عابسُهْ
تصلِّي لقرنِ الشَّمسِ ميلاً رؤوسُها ... إليهِ إذا يتبعِ الريحَ مائسُهْ
التنوخي:
قدْ لاحَ في الروضِ آذريونُ مبتسماً ... كالتّبرِ شيبَ بمسك فيهِ مذرورِ
كأنَّه وشعاع الشَّمسِ يضحكُهُ ... خيلانُ خدّ معنَّى القلبِ مهجورِ
آخر:
شموسٌ لها في حينِ مَطلعِ شمسها ... طلوعٌ وفي حينِ الغُروبِ غُروبُ
تَفتَّحَ إنْ لاحتْ سروراً بضوئها ... كما سُرَّ بالرَّأي المُصيبِ مُصيبُ
وتنضمُّ إنْ جاءَ الظَّلامُ كأنَّه ... رقيبٌ عليها والضياءُ حبيبُ
التنوخي:
آذريونٌ لاحَ في الحدائقِ
مُلتهباً مثلَ التهابِ البارقِ
كأنَّه عند ذُرورِ الشَّارقِ
نُقطةُ مسكٍ فوقَ خدِّ العاشقِ
أو جزعةٌ في ذهبِ المخانقِ
أوْ مُزنةٌ سوداءُ في بوارقِ
تبسمُ الشَّمس ابتسامَ الوامقِ
سرورَ مُشتاقٍ بقُربِ شائقِ
ووجه مهجورٍ بطيفِ طارقِ
ثمَّ سرَى عند الظَّلامِ الغاسقِ
مُنقبضاً كمثل طرفٍ خافقِ
أو كحبيبٍ من رقيبٍ رامقِ
[الباب السابع والعشرون]
[البهار]
الفضل بن إسماعيل:
كلُّ الرَّبيعِ مواخيرٌ ومنتزهٌ ... فالنَّورُ مُختلف والرَّوضُ مُشتبهُ
ترى البهارَ صفوفاً في جوانبهِ ... كأنَّه أعينٌ تُغفي وتنتبهُ
آخر: