للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من ماثلٍ فُدِّمتْ مكاحلُهُ ... يقلسُ في الكأسِ بيننا الذهَبا

الناجم فيه:

وليلةٍ للراحِ في دَيجورِها ... صُبحٌ وللإبريقِ ضِحكٌ مُختلفْ

شبّهتُها مُثاقفاً مدَّ إلى ... مُثاقفٍ شمالَهُ وقد وقَفْ

البسّامي:

إبريقُهم بينهُمُ ضاحكٌ ... باكٍ كإنسانٍ حزينٍ فَرِحْ

مُنتصبٌ كالخِشفِ منْ رَبوةٍ ... مُلثّمٌ بالقَزِّ أو مُتّشِحْ

أبو عطاء:

منْ أباريقِ ملاءٍ رُذَّمٍ ... والذي في الكفِّ ملثومٌ أغَرْ

مثلُ خِشفِ القفرِ أقعى خائفاً ... رَميةَ القانصِ لمّا أنْ حَذَرْ

وكفرخِ الماءِ في عُبطتِهِ ... حاذَرَ الصقرَ فأهوى فنقَرْ

عمارة:

أباريقٌ مُفدّمةٌ بقَزٍّ ... أوِ الكتّانِ أو خِرَقِ الحريرِ

جرتْ عذباتُهنَّ لنا اهتزازاً ... كألويةٍ خفَقْنَ على أميرِ

ابن المعتز:

كأنّها حينَ مجّتْ ... في الكأسِ ريقةَ خمرَه

أمٌّ تعاهدُ فرخاً ... بغرّةٍ بعد غُرَّهْ

أخذه من أبو نواس:

ترى إبريقَنا والطيرُ سامِ ... لهُ فرخانِ منْ دُرٍّ وسامِ

إذا ما زَقَّ فرخاً من سُلافٍ ... تعاهدَ آخراً بعدَ الفِطامِ

البسامي:

ترى أبا ريقَهمْ مُفدّمةً ... يَعلُّها الفتيةُ المغاويرُ

كالطيرِ حامَتْ على شرائِعِها ... فابتلَّ من وِرْدِها المناقيرُ

الحسن بن وهب:

إبريقُنا كالغزالِ يخشعُ ما ... قامَ فإنْ خرَّ ساجداً ضحِكا

الموصلي:

أباريقُهمْ زُهُرٌ مِلاءٌ كأنّها ... ظِباءٌ بأعلى الرقمتَيْنِ قِيامُ

وقد شربوا حتى كأنَ جلودهُمْ ... من اللَّينِ لم يُخلقْ لهنَّ عِظامُ

[الباب السادس]

[حمرتها]

ابن ميادة وأجاد لفظاً ومعنىً:

ومُعتّقٌ حُرِمَ الوقودَ سُلافَةً ... كدمِ الذبيحِ تمجُّهُ أوداجُهُ

ضمِنَ الكرومُ له أوائلَ حملِهِ ... وعلى الدنانِ تَمامُهُ ونِتاجُهُ

الأقيشر:

فأنتِ إذْ باكرْتِ مشمولةً ... صِرفاً كلونِ الفرسِ الأشقرِ

رُحتِ وفي رِجليكِ ما فيهما ... وقدْ بدا هَنْكِ من المئزرِ

ابن المعتز:

وخَمّارةٍ من بناتِ المجوسِ ... ترى الزقَّ في بيتِها شائِلا

وزَنّا لها ذهَباً جامداً ... فكالَتْ لنا ذهباً سائلا

أحمد بن أبي طاهر:

ورقيقةِ الحجراتِ با ... ديةِ القدى ذوب العقيقِ

في بردِ كافور الريا ... حِ، وحرّ نائرة الحريقِ

سَلسالة شرباتُها ... يفتحن أفواهَ العُروقِ

زقَّ الطيورُ فراخَها ... لصَبوحها أو للغَبوقِ

بكر بن خارجة:

بِتْنا بمارَتِ مريمٍ ... سُقياً لمارَتِ مريمِ

ولقسِّها محيي المُتَي ... مِ بعدَ نومِ النوَّمِ

وليُوشَعٍ ولخمرة ... حمراءَ مثل العَندمِ

ولفتيةٍ حَفوا بها ... يعصونَ لومَ اللُوَّمِ

يسقيهمُ ظبيٌ أغنٌّ لطيفُ خلْقِ المِعصمِ

يرمي بعينيهِ القلو ... بَ كمثلِ رميِ الأسهُمِ

الخباز البلدي:

شربتُ دماً أريقَ من الفصيدِ ... بلا شَقِّ الحديدةِ والحديدِ

فقمتُ أجرُّ رِجلَيْ مُستكينٍ ... تضرّعَ من قيامٍ للقعودِ

الأخطل:

سُخاميةٌ كوِداجِ الحمارِ ... يغرقُ في عُرفهِ المِبضَعُ

يغبُّ دماً قانِياً صِبغُهُ ... بهِ للمُتيّمِ مُستمتَعُ

قال عبد الملك بن مروان للأقيبل القيني صِف لي الخمر فأنشأ يقول:

كُمَيتُ إذا شُجَّتْ وفي الكأسِ وردةٌ ... لها في عِظامِ الشاربينَ دَبيبُ

تُريكَ القذى من دونِهِ وهيَ دونَهُ ... لوجهِ أخيها في الإناءِ قُطوبُ

فقال عبد الملك: لقد رابني وصفك لها، فقال الأقيبل: لئن رابك وصفي لها فقد رابني معرفتك بها. ووصف النظّام الخمر والقدح فقال: هواءٌ بلا هباء، مُحلولِكٌ يضمّه موج من الماء مكفوف.

أنشد الأسواري:

وإنّي وإيّاها لكالخمرِ والفتى ... متى يستطيعُ منها الزيادةَ يزدَدِ

وقال عبد الملك بن مروان للأخطل: صِف لي الخمر! فقال: أولها صداع، وآخرها خمار. فقال: ما يعجبك منها؟ قال: إن بينهما طربةٌ لا يعدلها مُلكُك، وأنشأ يقول:

<<  <   >  >>