للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جَزعٌ وياقوتٌ وخُوطُ زبرجدٍ ... نعمتْ بنظرتهِ عيونُ النَّاسِ

[الباب السادس عشر]

[البنفسج]

ابن المعتز:

ولازورديَّةٍ أوفتْ بزُرقتها ... بينَ الرياض على زُرق اليواقيتِ

كأنَّها فوقَ طاقاتٍ ضَعُفن بها ... أوائلُ النَّار في أطرافِ كبريتِ

وهذا من نادر التشبيه وبديعه.

وليس يعدله قول المهلبي:

بنفسجٌ بذكيِّ المسك مخصوصُ ... ما في زَمانك إذ وافاهُ تَنغيصُ

كأنَّما شُعَلُ الكبريت منظرُهُ ... أوْ خدُّ أغيدَ بالتجْمِيشِ مقروصُ

وقد لطف ابن كَيْغلغ واستوفاه في استعارته لمعناه:

لمَّا اعْتنقنا للوداعِ وأعربتْ ... عبراتُنا عنَّا بدمعٍ ناطقِ

فرَّقنَ بينَ محاجرٍ ومعاجرٍ ... وجمعنَ بينَ بنفسجٍ وشقائقِ

واستعاره أبو تمام في قوله:

لها من لوْعة البينِ الْتِدامٌ ... يُعيدُ بنفسجاً وردَ الخُدود

وقوله الْتِدامٌ أحد ما أُخذ على أبي تمام.

وقد ذكره ابن مقبل:

وللفؤاد وجيبٌ تحتَ أبهرِهِ ... لدْمُ الغلام وراءَ الغيب بالحَجَر

[الباب السابع عشر]

[الورد]

محمد بن عبد الله بن طاهر:

أمَا ترى شجراتِ الورد مُظهرةً ... لنَا بدائعَ قد رُكِّبن في قُضُبِ

أوراقها حمرٌ أوساطها حممٌ ... صفرٌ ومن حولها خُضر من الشطبِ

كأنَّهنَّ يواقيتٌ يطيفُ بها ... زمرُّدٌ وسطَه شذْرٌ من الذهبِ

وليس على هذا الوصف مزيدٌ.

البسَّامي:

مَداهنٌ من يواقيتٍ مركَّبةٌ ... على الزمرُّدِ في أوساطِها الذهبُ

كأنَّها حينَ لاحتْ من مَطالعها ... صبٌّ يُقبِّل صبّاً وهو مُرتقبُ

خافَ الملالَ إذا طالتْ إقامتُهُ ... فصارَ يظهرُ أحياناً ويحتجبُ

المهلبي في أحمره وأبيضه:

قَراحُ ورد مونَق نبتُه ... بالحُسنِ والبهجةِ منعوتُ

مُبيضَّه فيهِ ومُحمرُّهُ ... كأنَّه درٌّ وياقوتُ

ابن المعتز:

أتاكَ الوردُ مُبيضاً مَصوناً ... كمعشوقٍ تكنَّفهُ صدودُ

كأنَّ وجوهه لمَّا توافتْ ... نجومٌ في مطالعها سُعودُ

بياضٌ في جوانبهِ احمرارٌ ... كما احمرَّتْ من الخجلِ الخدودُ

آخر في ذي اللونين:

وذي لونين نشرُ المسك فيهِ ... يروقُ بحُمرة فوقَ اصفرارِ

كمعشوقَيْن ضمَّهما عناقٌ ... على حَدَثان عهٍ بالمزارِ

وافتُصد عبد الله بن طاهر، فأنفذ إليه أبو دلف أطباق ورد وكتب:

تبسَّم الوردُ في وجهي فقلتُ لهُ ... ماذا فقال أبو العبَّاس مُفْتَصَدُ

فقلتُ للوردِ قمْ فانهضْ إلى ملكٍ ... عليهِ مثلُك في أيَّامهِ بُرَدُ

وعلى هذا كتب الحسن بن وهب في يوم مطر وأجاد:

هَطَلتنا السماءُ هطْلاً دِراكاً ... جاوز المِرزَمان فيهِ السِّماكا

قلتُ للبرق إذ تألَّقَ فيهِ ... يا زِنادَ السماء من أوْراكا

أحبيبٌ نأيْتَه فبَكاكا ... أمْ هو العارضُ الذي اسْتَبْكاكا

أمْ تشبَّهتَ بالأميرِ أبي العبَّا ... سِ في جُودهِ فلستَ هُناكا

علي بن الجهم:

لم يضحكِ الوردُ إلاَّ حينَ أعجبَهُ ... حسنُ الرياش وصوتُ الطَّائر الغرِدِ

بدا فأبدتْ له الدُّنيا محاسِنها ... وراحتِ الرَّاحُ في أثوابها الجدُدِ

وبالدَتْه يدُ المشتاق تسندُهُ ... إلى الترائبِ والأحشاء والكبِدِ

بين النديميْنِ والخلَّين مضجعُهُ ... وسيرُهُ من يد موصولةٍ بيدِ

ابن أبي البغل:

تمتَّعْ بذا الوردِ القليلِ بقاؤهُ ... فإنَّكَ لم يَفْجأْكَ إلاَّ فناؤه

وودِّعهُ بالتَّقبيلِ والشّمِّ والبُكا ... وداعَ حبيب بعد حَوْل لِقاؤه

حبيبٌ إذا ما زارنا قلَّ لبثُهُ ... وإنْ هو عنَّا غابَ طالَ جفاؤه

إسحاق الموصلي:

زائرٌ يُهدي إلينا ... نفسَهُ في كلِّ عامِ

حسنُ الوجه ذكيُّ النَّش ... رِ حامٍ للمُدامِ

فإذا جاءَ أدرنا الرَّا ... حَ جاماً بعد جامِ

وإذا ولَّى أشرنا ... بتحيَّات السَّلامِ

ابن المعتز:

أهلاً بزائر عامٍ مرَّةً أبداً ... لو كانَ من بَشَرٍ قد كانَ عطَّارا

<<  <   >  >>