رَقَّتْ له فسقَتْهُ بردَ ندىً ... مِن رِيقةٍ مَعْسولةِ الحَلَبِ
ذو الرمة:
تَراءى لنا من بين سِجْفَيْن لَمْحةً ... غزالٌ أَحمُّ العيْن بيضٌ تَرائبُهْ
إذا نازَعَتْكَ القولَ مَيَّةُ أو بَدا ... لكَ الوجهُ منها أو نَضا الدِرعَ سالِبُهْ
فيالَكَ من خدٍّ أسيلٍ ومَنطِقٍ ... رَخيمٍ، ومن خَلْقٍ تعلَّل جادِبُهُ
الحسن بن وهب:
وليلٍ رقيقِ الطُرَّتيْن تظلَّمت ... كواكِبُه مِن بدْرِهِ المتألِّقِ
لَهْونا كغِزلان الصَّريمةِ تحتَه ... نُميتُ الهوى ما بيْن ثغْرٍ وَمفْرِقِ
كشاجم:
وَزائِرٍ والعيونُ هاجِعَةٌ ... وقلبُه مِن رَقيبِهِ وَجِلُ
مُنغَّصٌ وَصْلُهُ بِحِشْمَتِهِ ... يميلُ من لينه ويعتَدلُ
كانَ شِفائِي من رِيقِهِ جُرَعٌ ... تُرْوِي، ومِن وردِ خدِّه قُبَلُ
أبو الشيص:
زارَتْك في غَلَسِ الظلامِ ... حَوْراءُ في قدِّ الغُلامِ
خَوْدٌ كأنَّ جبينَها ... بدْرٌ تجلَّى من غَمامِ
رَيْحانُنا وردُ الخدودِ ... ونقلنا قُبَلُ اللِّثامِ
القطامي:
تضع المجاسِدَ عن صفائح فضةٍ ... بيضٍ ترى صَفَحاتِهنَّ حِسانا
وترى لها بَشَراً يعودُ خَلوقُهُ ... بعدَ الحَميمِ خَدَلَّجاً رَيَّانا
قال الشيخ: بعد الحميم الحميم: العرق والماء الحار.
وترى النعيمَ على مفارقِ فاحمٍ ... رَجْلٍ تَعُلُّ أصولَه الأدْهانا
وكأنما اشتملَ الضجيعُ بِرَيْطَةٍ ... لا بلْ تزيدُ وَثارةً ولَيانا
علي بن الجهم:
سقى اللهُ ليلاً ضمَّنا بعد فُرْقَةٍ ... وأدْنى فُؤاداً من فُؤادٍ مُعَذَّبِ
فبِتْنا جميعاً لو تُراقُ زُجاجةٌ ... من الخمرِ فيما بيننا لم تَسَرَّبِ
عبد الله بن طاهر:
البرقُ في مُبْتَسَمِهْ ... والخمرُ في مُلْتَثَمِهْ
ووجهُهُ في شَعْرِهِ ... كقَمَرٍ في ظُلَمِهْ
نامَ رَقيبي سَكراً ... يَحرُسني في حُلُمِهْ
وباتَ من أهوى معي ... يَزُقُّني رِيقَ فَمِهْ
وقال الحسين بن الضحاك:
ولَيلةٍ بِتُّها مُحسَّدَةً ... مَحْفوفَةً بالظُنون والتُّهَمِ
وبتُّ عن موعدٍ سُبِقْتُ بهِ ... ألْثَمُ دُرّاً مُفَلَّجاً بفمِ
يابأبي مَن بِلا يُرَوِّعُني ... وعادَ مِن بعدِها إلى نَعَمِ
أبَاحَ لي صَوْنَهُ ووسَّدَني ... إحدى يَدَيْهِ وباتَ مُلْتَزِمي
سعيد بن حميد:
ياليلةً جَرَتِ النُحوسُ بعيدةً ... مِنها، على رَغْمِ الرَقيبِ الراصِدِ
تَدَعُ العواذِلَ لايَقُمْنَ بِحُجَّةٍ ... وتَقومُ بَهجتُها بِعُذرِ الحاسِدِ
وقد أحسن في قوله في غير هذا المعنى:
سَخَّى بِنَفْسي عن الدنيا وزينَتِها ... أني أراها بكم ضَنَّتْ فلم تَجُدِ
ضَنَّتْ عليَّ بمن أهوى فجُدْتُ لها ... بِمَنْ سواهُ، فلم أجزعْ على أحدِ
الخبزرزي:
ياليلُ دُمْ لي لا أريدُ صَباحا ... حَسْبي بوجهِ مُعانِقي مِصْباحا
حسبي به بَدْراً، وحسبي رِيُقُه ... خَمراً، وحسبي خَدُّه تُفَّاحا
حسبي بِمَضْحَكِهِ إذا استضحكْتُهُ ... مُستَغْنِياً عن كل نَجْمٍ لاحا
طَوَّقتُهُ طَوْقَ العِناقِ بِساعِدِي ... وَجَعلتُ كفِّي للِّثامِ وِشاحا
هذا هو الفوزُ العظيمُ فَخَلِّنا ... متعانِقَيْنِ فما نُريدُ بَراحا
ديك الجن:
قالت: حَراماً تَبْتَغي وَصلَنا ... قلت: فما بِالوصلِ مِن باسِ
قالتْ: فمن حَلَّلَ هذا لكمْ؟ ... قلتُ: أراهُ رأيَ قَيَّاسِ
نحن جميعاً من بني آدَمٍ ... من حرَّمَ الناسَ على الناسِ
فأقبلتْ تمشي ولو أنها ... تَقدِرُ جاءَتْني على الرَّاسِ
هذا آخر صفات محاسن الخلق المنسوب فصله من الكتاب إلى المحبوب ويتلوه مقطعات الشعر المنسوب فصله من الكتاب إلى المحب. وبالله التوفيق. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[كتاب المحبوب]
[المقدمة]
[بسم الله الرحمن الرحيم]
وهو ثقتي