وغنّى في عَنينِ الزِّي ... رِ والمَثنى بتَهزيجِ
جعلْنا القُمصَ في اللَّبّا ... تِ أمثالَ الدُّواويجِ
عبد الله بن طاهر:
اسقِني سبعاً تِباعاً ... وأدِرْهُنَّ سِراعا
قهوةٌ يحسبُها النا ... ظرُ إنْ صُبّتْ شُعاعا
يا خليليَّ احسُواها ... واكشفا عنها القِناعا
بَكَّرَ اللائمُ يلحا ... ني فأغرى ما استطاعا
الوليد بن عبد الملك:
أُشهِدُ اللهَ والملائكةَ الأبرارَ ... والصالحينَ أهلَ الفلاحِ
أنّني أشتهي المُزاحَ وأهوى الر ... احَ والعضَّ في الخدودِ المِلاحِ
والنديمَ الظريفَ والخادمَ الفا ... رهَ يسعى إليَّ بالأقداحِ
ابن المعتز:
قامَ كالغصنِ في النَّقا ... يمزجُ الشمسَ بالقمَرْ
وسقاني المُدامَ وال ... ليلُ بالصبحِ مُؤْتَزِرْ
والثريّا كنَورِ غُص ... نٍ على الغربِ قدْ نُشِرْ
الحسن بن وهب:
غزالٌ حسنُ الطلْعهْ ... أبِيُّ النفسِ ذو منعَهْ
غَنِينا بتلالِيهِ ... عن المِصباحِ والشمعَهْ
سقاني الراحَ ممزوجاً ... بماءٍ يشبهُ الدمعَهْ
على وردٍ ونسرينٍ ... وزهرٍ حسنٍ بِدعَهْ
آخر:
ومعشوقِ الشمائلِ عسكريٍّ ... لهُ قتلى وليسَ سِلاحُ
كأنَّ الكأسَ في يدِهِ عروسٌ ... لها من لؤلؤٍ رطبٍ وِشاحُ
وقائلةٍ متى يفنى هواهُ ... فقلتُ لها إذا فنيَ المِلاحُ
أبو فراس:
تبسّمَ إذْ تبسّمَ عنْ أقاحِ ... وأسفرَ حينَ أسفرَ عن صباحِ
وأتحفَني براحٍ منْ رُضابٍ ... وراحٍ من جنى خدٍّ وراحِ
فمِنْ لألاءِ غُرّتِهِ صباحي ... ومنْ صهباءِ رِيقَتِهِ اصْطباحي
آخر:
غدوْتُ إلى كأسٍ وقدْ رحتُ من كاسِ ... ولمْ أرَ فيما تشتهي النفسُ من باسِ
سقانيَ خمراً منْ يديهِ وريقِهِ ... وأسكرَني سُكرينِ منْ دونِ جُلاّسي
إذا جادَ لي عندَ الخُلاسِ بقُبلةٍ ... وجدتُ بها برداً على حرِّ أنفاسي
ابن المعتز:
طرِبتُ إلى القصفِ والدَّسكَرهْ ... وشُربيَ بالكأسِ والكُبَّرَهْ
وعُمرّة مثلِ ذَوبِ العقيقِ ... لم تشْقَ بالنارِ والمعصرَهْ
وساقٍ مَليحٍ لهُ صَولةٌ ... على النُّدماءِ شديدِ الجِرَهْ
وفي عطفةِ الصدغِ خالٌ لهُ ... كما استلبَ الصولجانُ الكُرَهْ
أبو نواس:
يطوفُ بها ساقٍ أغَنٌّ ترى لهُ ... على مُستدارِ الخطِّ صُدغاً مُعقْرَبا
سقاني ومَنّاني بعينيهِ مُنيةً ... فكانتْ إلى نفسي ألذَّ وأعذبا
أبو عبادة:
باتَ نديماً ليَ حتى الصباحْ ... أغيدُ مجدولُ مكانِ الوِشاحْ
كأنّما يضحكُ عن لؤلؤٍ ... مُنضّدٍ أو برَدٍ أو أقاحْ
يُساقطُ الوردَ علينا ... وقدْ تَبلَّجَ الصبحُ نسيمُ الرياحْ
أمزجُ كأسي بجَنى ريقِهِ ... وإنّما أمزجُ راحاً براحْ
عبد الله بن طاهر:
عَطْفَةُ أصداغِ وَجنتَيْهِ ... عقاربٌ سَمُّها مُسوكُ
بصحنِ خدٍّ زها بخالٍ ... يذوبُ من عشقِها الملوكُ
يُديرُ كأساً فكانَ فيها ... يصبُّ أقداحَها الديوكُ
ديك الجن:
وروضةٍ باتَ طَلُّ الغيثِ ينسجُها ... حتى إذا أنجمتْ أضحى يُدبِّجُها
تبكي عليهِ بكاءَ الصبِّ فارقَهُ ... إلفٌ فيُضحكُها طَوراً ويُبهجُها
إذا تضاحكَ فيها الوردُ نرجسَها ... ناغى ذكيٌّ خُزاماها بنفسجُها
أمرتُ فيها لساقِينا وفي يدِهِ ... كأسٌ كشعلةِ نارٍ إذْ يُوهِّجُها
لا تمزُجَنْها بغيرِ الريقِ منكَ فإنْ ... تبخلْ بذاكَ فدمعي سوفَ يمزجُها
أقلُّ ما بي من حُبِّيكَ أنَّ يدي ... إذا سمَتْ نحو كبدي كادُ يُنضِجُها
الحسين بن الضحاك:
أراكَ بعينِ قلبٍ لا تراها ... عيونُ الناسِ من حَذري عليْكا
فأنتَ الحُسنُ لا صفةٌ لحُسنٍ ... وأنتَ الخمرُ لا ما في يدَيْكا
[الباب الحادي والعشرون في]
[مشاربة الكرام]
محمد بن وهب:
أنا ابنُ الكاسِ ما لي منْ جَناها ... إلى وقتِ المنيةِ من فِطامِ