للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنشد:

اشرَبْ هنيئاً على وَردٍ وتَوريدِ ... ولا تدَعْ طِيبَ موجودٍ بمفقودِ

نحنُ الشهودُ وخَفقُ العودِ خاطِبُنا ... فزوّجِ ابنَ غَمامٍ بنتَ عنقودِ

كأساً إذا أبصرَتْ في القومِ مُحتشِماً ... قالَ السرورُ له: قُمْ غيرَ مطرودِ

أما ترى الحُسنَ والإحسانُ قد جُمِعا ... فاشرَبْ فإنّكَ في عرسٍ وفي عيدِ

الحسين بن الضحاك:

عاقِرْ عُقارَكَ واصطَبحْ ... وامزُجْ سرورَكَ بالقدَحْ

وافرَحْ بيومِكَ إنّما ... عُمرُ الفتى يومُ الفرَحْ

ابن المعتز:

شرِبْنا بالصغيرِ وبالكبيرِ ... ولم نحفلْ بأحداثِ الدهورِ

فقدْ ركضَتْ بنا خيلُ الملاهي ... وقد طِرْنا بأجنحةِ السرورِ

أنشد الجاحظ لغيره:

أرى للكأسِ حقاً لا أراه ... لغيرِ الكأسِ إلاّ للنديمِ

هو القُطبُ الذي دارتْ عليهِ ... رحى اللذاتِ في الزمنِ القديمِ

أبو نواس ويُروى لغيره:

ما العيشُ إلاّ في جنونِ الصِّبا ... فإنْ تولّى فجنونُ المُدامِ

كأساً إذا ما الشيخُ والى بها ... خمساً تردّى برداءِ الغلامِ

أخذه من حسان:

إنْ شرخَ الشباب والشعَرَ الأسودَ ما لم يُعاصَ كانَ جنونا

وفي الحديث: الشباب شعبةٌ من الجنون.

العتبيّ:

قالتْ: عهدْتُكَ مجنوناً فقلتُ لها: ... إنَّ الشبابَ جنونٌ بُرؤُهُ الكِبَرُ

العطوي:

لمّا رأيتُ الدهرَ دهرَ الجاهلِ ... ولم أرَ المحزونَ غيرَ العاقلِ

شربْتُ صِرفاً من كرومِ بابلِ ... فصرتُ من عِقلي على مراحِلِ

بشار:

ذَريني أشُبْ همي براحٍ فإنّني ... أرى الدهرَ فيهِ غُمّةٌ ومَضيقُ

وما أنا إلاّ كالزمانِ إذا صحا ... صحوْتُ، وإنْ ماقَ الزمانُ أموقُ

القُطامي:

ألا عَلِّلاني، كلُّ حيٍّ مُعلَّلُ ... ولا تعداني الشرَّ والخيرُ مُقبِلُ

فإنّكما لا تدريانِ أما مضى ... منَ الدهرِ، أمْ ما قدْ تأخرَ، أطولُ

ابن همّام:

قُومي اصبَحيني فما صِيغَ الفتى حَجراً ... لكنْ رهينةُ أجداثٍ وأرماسِ

رَوِّي عظامي فإنَّ الدهرَ مُنتكِسٌ ... أفنى لُقَيْماً وأفنى مُلكَ هُرْماسِ

اليومَ خمرٌ ويأتي في غدٍ خبَرٌ ... والدهرُ ما بينَ إنعامٍ وإبآسِ

فاشرَبْ على حدَثانِ الدهرِ مُرتفِقاً ... لا يصحبُ الغمُّ قَرْعَ السِّنِّ بالكاسِ

وأخبرني أبو عبد الله المزرباني عن الناجم أن ابن الرومي كان يستعقل قول ابن مقبل:

ما أطيبَ العيشَ لو كانَ الفتى حجَراً ... تنبو الحوادثُ عنهُ وهوَ مَلمومُ

وقيلَ للأعشى: ما تشتهي؟ فقال: صهباء صافيةً تمزجها غانيةٌ من صوبٍ غادية؛ فاتصل هذا الخبر بالعَطَويّ، فقال: أشتهي غلاماً أحور، وطبخاً أغبر، وشراباً أحمر. واتصل بالخليع فقال: أشتهي أعين الرقباء، وألسن الوشاة، وأكباد الحسّاد. وقيل لامرئ القيس: ما تشتهي؟ فقال: بياضَ رُعبوبة. بالشحم مكروبة، وبالطيب مشبوبة. وقيل لطرفة: ما تشتهي؟ فقال: مشرباً هنيئاً، ومطعماً شهياً، ومركباً وَطِيّاً.

ديك الجن:

ظلَّتْ مطايا الملاهي وهيَ واجِفةٌ ... وظلَّلتْنا مطايا الوردِ والآسِ

باكرْتُها قبلَ إسفارِ الضحى بيدي ... فما تبلَّجَ حتى نكَّستْ راسي

منظور بن زَبّان:

ألا لا أبالي اليومَ ما صنعَ الدهرُ ... إذا ما نأتْ عني مُلَيْكةُ والخمرُ

وما منهما إلاّ شديدٌ فِراقُهُ ... فِراقُ النَّدامى والمُخدّرةُ البِكْرُ

أبو عبادة:

ولا أريحيّةَ حتى يُرى ... طَروبُ العشيّةِ نَشوانَها

وليستْ مُداماً إذا أنتَ لمْ ... تُواصِلْ معَ الشربِ إدمانَها

شبيبةَ لهوٍ تَلافيتُها ... فسايرتْ بالراحِ رَيعانَها

يزيد بن معاوية:

أقولُ لصحبٍ ضمّتِ الكأسُ شملَهُمْ ... وداعي صباباتِ الهوى يترنّمُ

خذوا بنصيبٍ من نعيمٍ ولذّةٍ ... فكلٌّ وإنْ طالَ المدى يتصرَّمُ

ألا إنَّ أهناَ العيشِ ما سمحتْ بهِ ... صُروفُ الليالي والحوادثُ نُوَّمُ

قال:

ناديتُ في الدَّيرِ بني علقَما ... أسقيهُم مشمولةً عندَما

<<  <   >  >>