للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما زلتُ أسقيهِ وأشربُ بعدَهُ ... على الراحِ والأوتارُ ذاتُ حنينِ

إلى أنْ رأيتُ السُّكْرَ ميَّلَ رأسَهُ ... على الكأسِ حتى ذاقَها بجَبينِ

أبو أتاني السنْدي:

سقيتُ أبا المعمر إذا تأبّى ... وذو الرَّعثاتِ منتصبٌ يصيحُ

شراباً يهربُ الذُّبّانُ عنهُ ... ويلثغُ حينَ يشربُهُ الفصيحُ

النظّام:

ما زلتُ آخذُ روحَ الدنِّ في لُطفٍ ... وأستبيحُ دماً من غيرِ مجروحِ

حتى انثنيتُ ولي روحانِ في بدَنٍ ... والدنُّ مطرَّحٌ جسماً بلا روحِ

ابن أبي البغل:

صافحتُ إبريقَهُ فتمتم لي ... حتى توهّمتُهُ كتأتاءِ

حتى إذا عادَ في فصاحَتِهِ ... عادَ لساني لسان فأفاءِ

ابن ميادة:

وكأسٍ ترى بينَ الإناءِ وبينَها ... قذى العينِ قد نازعْتُ أمَّ أَبانِ

ترى شارِبيها حينَ يعتورِانِها ... يميلانِ أحياناً ويعتدلانِ

فما ظنُّ ذا الواشيء بأبيضَ ماجدٍ ... وبيضاءَ خَوْدٍ حينَ يلتقيانِ

وقال آخر:

ومُقرطقٍ يسعى إلى النُّدماءِ ... بعقيقةٍ في دُرّةٍ بيضاءِ

والبدرُ في أُفقِ السماءِ كدرهمٍ ... مُلقىً على ديباجةٍ زرقاءِ

كمْ ليلةٍ قد سرَّني بمَبيتِهِ ... عندي بلا خوفٍ من الرقباءِ

نبّهتُهُ بيدَي وقلتُ لهُ انتبِه ... يا فرحةَ الندماءِ والجلساءِ

فأجابَني والسُّكر يخفضُ صوتَهُ ... بتلَجْلُجٍ كتلجْلُجِ الفأْفاءِ

إني لأعلمُ ما تقولُ وإنّما ... غلبَتْ عليَّ سُلافةُ الصهباءِ

آخر:

إنَّ تلكَ التي تجنَّبها النا ... سكُ منْ ماءِ صافياتِ العُقارِ

هيَ شأني والعذْلُ شأنُكَ إنّي ... والِهٌ عن أحبّتي ودِياري

أيُّ شيءٍ يكونُ أحسنَ منّي ... نائماً بينَ سُوسنٍ وبَهارِ

وجَوارٍ يقلْنَ هذا المُسَجّى ... رجلٌ ماجدٌ منَ الأحرارِ

صرعَتْهُ السُّقاةُ بالطاسِ والكا ... سِ جهاراً قيامَ نصفِ النهارِ

ابن لنكك:

وفتيةٍ لاصطباحِ الكأسِ قد نهضوا ... مثلَ الشياطينِ في دَيرِ الشياطينِ

مشَوْا إلى الراحِ مشْيَ الرُّخِّ وانصرفوا ... والراحُ تمشي بهم مشيَ الفَرازينِ

آخر:

ناديتُهُ ورداءُ الليلِ مُنسدِلٌ ... بينَ الرياضِ دَفيناً في الرياحينِ

فقلتُ: قُمْ، قال: رِجلي لا تُطاوعُني ... فقلتُ: خُذْ، قال: كفّي لا تُواتيني

إنّي غفلتُ عنِ الساقي فصيَّرني ... كما تراني سليبَ العقلِ والدينِ

آخر:

وفتى بينَ مُسكِر ... من غرامٍ ومُنكَرِ

بينَ خدٍّ مُورَّدٍ ... وشرابٍ مُعصْفَرِ

وحديثٍ مُمسَّكٍ ... وغناءٍ مُعنْبَرِ

آخر:

إذا فتحَ القومُ أفواهَهمْ ... لغيرِ كلامٍ ولا مَطعَمِ

فلا خيرَ فيهمْ لشربِ النبيذِ ... ودعْهمْ يناموا معَ النُّوَّمِ

ابن المعتز:

مولاي أجْوَرُ مَنْ حكمْ ... صبراً عليهِ وإنْ ظلَمْ

لعبَ الهوى بعهودِهِ ... فكأنّها كانتْ حُلُمْ

ومُصَّرعينَ منَ الخُما ... رِ على السواعدِ واللِّمَمْ

فتلتهمُ خَمّارةٌ ... عمداً ولمْ تؤخَذْ بدَمْ

الصنوبري:

فلمّا أنْ مشى السُّكرُ ... بنا مشيَ الفَرازينِ

تدافَعْنا إلى البِرك ... ةِ من فوقِ الدكاكينِ

وعُمْنا وتخبَّطْنا ... كتَخبيطِ المجانينِ

كأنّنا نوطِئُ الأقدا ... مَ أطرافَ السكاكينِ

كأنّنا إذْ تخلَّفْنا ... نساءٌ بزَرافينِ

خالد:

عشيّةَ حيّاني بوردٍ كأنّهُ ... خدودٌ أُضيفَتْ بعضُهنَّ إلى بعضِ

ونازعَني كأساً كانَ رُضابُها ... دموعيَ لما صارَ في مُقلتي غُمضي

وولّى وفِعلُ الراحِ في حركاتِهِ ... منَ السُّكرِ فِعلَ الريحِ في الغصنِ الغضِّ

آخر:

رُبَّ ليلٍ قدْ نعمْتُ به ... ونهارٍ ما علمتُ بهْ

ظلْتُ منهُ ميّتاً سَكراً ... ذاكَ سُكرٌ كنتُ في طَلبِهْ

وقد عاب بعض الرواة قول طرفة:

أُسْدُ غِيلٍ فإذا ما شربوا ... وهبوا كلَّ أمونٍ وطِمِرْ

<<  <   >  >>