تزعم المساواة المطلقة وعدم الفوارق بينهما تكون من لغو الكلام الذي لا ثقل له في ميزان دين أو علم أو واقع؟
لقد ترجمت قصة الشجرة سر الجنس الكامن في طبائع الأحياء جميعها، بين الإرادة والإغواء، والمطاردة والانقياد ويؤكد (العلم) ذلك بما
في الخلايا الجسدية التي يتركب منها كيان الذكر والأنثى عامة، والرجل والمرأة خاصة، آفة عصرنا أنه مولع بمخالفة القديم، كل القديم، على هدى وعلى غير هدى.
٤ - يمتاز الرجل بالخصميتين، وتمتاز المرأة بالمبايض، ولكل من هذه الميزة وظيفة على جانب كبير من الأهمية.
خصيتا الرجل تولد الخلايا الذكرية، ومبايض المرأة تولد الخلايا الأنثوية.
وهذه وتلك تفرزان في دم الرجل والمرأة مواد معينة، تختلف في
الرجل عنها في المرأة، مواد الرجل تطبع فيه خصائص ذكرية، مثل الجرأة والقوة..
بينما مبايض المرأة تفرز خصائص أنثوية.
هذه المواد توجد الفوارق بين الرجل والمرأة، فوارق لا حيلة للرجل ولا للمرأة فيها، ولا للمجتمع، بل ولا للعلم فالعلم لا
يوجد معدوما في الواقع أوفي العقل، وإنما يصف الواقع، أو يفسره.
فكل دعوى تزعم المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة إنها خيال يصوره الهوى، والبعد عن العلم.
٥ - ومفارقة أخرى في المقياس، تلك هي جعل حال المرأة الغريبة هي مقياس التقدم مع مخالفتها للعلم، وللدين، حتى دينهم، وهي حلقة من حلقات تشويه الإسلام، بقصد حماية الاستعمار في البلاد الإسلامية.
تلك الحملة الفكرية التي عمدت إلى تشويه كل قيم الإسلام فالزكاة ما هي إلا تطهير للمال النجس.
والجهاد ما هو إلا اسم للعدوان، وعدم ولاية المسلم للكافر ما هي إلا رفض للتعاون الإنساني.
وفكرة العودة إلى القرآن عند الاختلاف ما هي إلا ردّة إلى الجهالة والبدائية. وفكرة قوامة الرجل في بيته ما هي إلا فكرة التفوق الجنسي، واستبقاء لرذيلة الرق.
حتى فكرة التوحيد هي عند (رينان) الفرنسي مهانة للإنسان بالاستعلاء الإلهي، الذي لم يتواضع فيه الإله وينزل للبشر ويتشبه بهم!!
وهكذا يستطع صاحب الهوى بأن