وعنه: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي في "غرائب مالك" وأبو بكر البرقاني، والحاكم في "مستدركه"، ونسب أباه إلى جده فقال: أخبرني الحسن بن محمَّد بن يحيى. وأبو حفص بن مسرور، وغيرهم.
قال أبو بكر البرقاني: كان ثقة حجة. وقال مرّة: كان من أثبت النَّاس وأنبلهم. وقال أبو عبد الله الحاكم: كان تربية أبي بكر بن خزيمة، وجاره الأدنى، وفي حجره حين ولد إلى أنّ توفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وعشرين سَنَة، فكان ابن خزيمة إذا تخلف عن مجالس السلاطن بعثه نائبًا عنه، وكان يقدمه على جميع أولاده، ويقرأ له وحده ما لا يقرأ لغيره، وكان يحكي أبا بكر وضوءه وصلاته؛ فإني ما رأيت من الأغنياء أحسن وضوءًا وصلاة منه، ولقد صحبته قريبًا من ثلاثين سَنَة في الحضر والسفر، في الحر والبرد، فما رأيته ترك صلاة اللّيل، وكان يقرأ كلّ ليلة سبعًا من القرآن، ولا يفوته ذلك، وكانت صدقاته دائمة في السر والعلانيّة. وسمعته يقول: اللَّهُمَّ إنك تعلم أني لا أدخر ما أدخره، ولا أقتني هذه الضياع إِلَّا للاستغناء عن خلقك والإحَسَان إلى أهل السُّنَّة المستورين. وقال الذَّهَبِي: الإمام الحافظ الأنبل القدوة. قال الخَطِيب: كان ثقة حجة. وقال الحاكم: الغالب على سماعه الصدق، وهو شَيْخ العرب في بلدنا، وكان أول سماعه في سَنَة خمس وثلاثمائة وفي سؤالات السجزي: شيخ العرب في بلدنا ومن ورث الثروة القديمة وأسلافه أجلة تميمي سليطي معاذي رجاني ولم يجمع لغيره، والغالب على سماعاته الصدق. قال ابن تغري: كان ثقة جليلًا مأمونًا حجة. وذكر الخَطِيب أنّه حج في سَنَة تسع وثلاثمائة، وفيها سمع ببَغْدَاد ثمّ انصرف ورجع إلى بَغْدَاد ثانية في سَنَة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وكتب أكثر حديث البغوي، وقال محقق "الشعب": لم أعرفه.
ولد سَنَة ثمان وثمانين ومائتين، وقيل: خمس وسبعين ومائتين، ومات صبيحة يوم الأحد الثّالث والعشرين من ربيع الآخرة سَنَة خمس وسبعين وثلاثمائة، وصلّى عليه أبو أحْمَد الحافظ بنيسابور.