للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[* تلاميذه]

لما كانت بغداد محطة عظيمة للعلّم والعلّماء في العالم الإسلامي، رحل إليها الراحلون من شتى الأقطار، والبقاع، والأمصار، والأصقاع، وكان الدارقطني أحد علمائها المبرزين، وحفاظها المتقنين، أخذ عنه خلق من البغاددة، والدَّماشقة، والمصريين، والرَّحالين (١)، فمن أشهرهم من أصحاب المصنفات: الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، وعبد الغني بن سعيد الأزدي المصري، وتمام الرازي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو بكر البرقاني راوي "العلل"، وصاحب "السوالات عنه" وأبو عبد الرّحمن السلمي، وحمزة بن يوسف السهمي، وكلاهما من أصحاب السؤالات عنه أيضًا. وخلق لا يحصون كثرة، آخرهم محمّد بن علي، أبو الحسين ابن المُهتدي بالله، المعروف بابن الغريق (٢).

* عقيدته:

قال الخطيب: " انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بعلل الأحاديث ... مع صحة الاعتقاد، وسلامة المذهب (٣) ".

وقال الذهبي: "كان إليه المنتهى في السُّنَّة ومذاهب السلف (٤) ". وقال مرّة: "كان سُنِّيًّا محضًا (٥) ". وقال السُّلَمي: سمعت الشّيخ أبالحسن يعني - الدارقطني - يقول: "ما في الدنيا شيءٍ أبغض إلىَّ من علم الكلام (٦) ". قال الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- معلِّقًا على كلمة الدارقطني، قلت: "لم يدخل الرَّجل أبدًا في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاضى في ذلك، بل كان سلفيًّا" (٧).


(١) "النبلاء" (١٦/ ٤٥١).
(٢) أسماء من عاش ثمانين ... ص (٦١).
(٣) تاريخ بغداد (١٢/ ٣٤).
(٤) العلّو (٢٣٤).
(٥) معرفة القراء (٢/ ٦٦٧).
(٦) السؤالات (٤٨٠)، أطراف الغرائب (١/ ٥٢).
(٧) النبلاء (١٦/ ٤٥٧).

<<  <   >  >>