للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[* تدليسه]

قال ابن طاهر المقدسي: "كان له - رحمه الله - مذهبًا في التدليس، سليم عما يسقط العدالة، ويخفى على كثير من المحدثين، كان يقول فيما جمعه من البغوي: حدّثنا أبو القاسم إملاءً وقراءة، وقرئ عليه وأنا أسمع، ويقول فيما لم يسمع: قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان، ولا ينسب إلى نفسه من ذلك شيئًا" (١)، ولقول ابن طاهر هذا، ذكره الحافظ في المرتبة الأولى من مراتب المدلِّسِن (٢).

* مذهبه الفقهي:

قال الخطيب عن العلّوم الّتي أتقنها الدَّارقطني وأصبح فيها إمامًا: " ... ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتاب "السنن" الّذي صنفه يدلُّ على أنّه كان ممّن اعتنى بالفقه؛ لأنّه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إِلَّا من تقدمت معرفته بالاختلاف في "الأحكام" وبلغني أنّه درس فقه الشّافعيّ على أبي سعيد الإصطخري، وقيل: بل درس الفقه على صاحب لأبي سعيد، وكتب الحديث عن أبي سعيد نفسه" (٣).

وقال ابن خَلِّكان: كان عالمًا حافظًا فقيهًا على مذهب الإمام الشّافعيّ -رضي الله عنه - أخذ الفقه عن أبي سعيد الإصطخري الفقيه الشّافعيّ، وقيل: بل أخذه عن صاحب لأبي سعيد، وكان عارفًا باختلاف الفقهاء (٤) وذُكر أنّ الدارقطني كان له اهتمامٌ بالإمام الشّافعيّ، حتّى إنّه أفرد من روى الحديث عن الإمام الشّافعيّ، قال الشيرازي في "طبقات الشّافعيّة،: "وأمّا من روى عنه -يعني الشّافعيّ- الحديث فخلق كثير ذكرهم الدارقطني في جزأين (٥) ". وقد عده غير واحد في فقهاء الشّافعيّة كابن


(١) أطراف الغرائب (١/ ٥٥).
(٢) طبقات المدلسين (ص ٨٨).
(٣) تاريخ بغداد (١٢/ ٣٥).
(٤) وفيات الأعيان (٣/ ٢٩٧).
(٥) الإمام أبو الحسن الدارقطني (٥٠).

<<  <   >  >>