بآخره، لا شيءٍ. وقال: راوي كل بلية، وقد ترك حديثه إذ ظهر فيه البلاء. وقال: راوي كلّ كذبة، المنفرد بكل طامة، وليس بحجة؛ لأنّه تغير بآخره. وقال مرّة -في ترجمة محَمَّد بن القاسم بن شعبان: هو في المالكين نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيين- قد تأملنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين، والكذب البحت، والوضع اللائح، وعظيم الفضائح، فإما تغير ذكرهما، وإما اختلطت كتبهما، وإما تعمد الرِّواية عن كلّ من لا خير فيه من كذاب ومغفل، يقبل التلقين، وإما الثّالثة، وهي ثالثة الأثافي أنّ يكون البلاء منهما، ونسأل الله العافية. وقال ابن فتحون في "ذيل الاستيعاب": لم أر أحدًا ممّن ينسب إلى الحفظ أكثر أوهامًا منه، ولا أظلم أسانيد، ولا أنكر متونًا، وعلى ذلك فقد روى عنه الجلَّة ووصفوه بالحفظ؛ منهم: أبو الحسن الدَّارقُطْنِي فمن دونه، وكنت سألت الفقيه الحافظ أبا علي -يعني الصدفي- في قراءة "مُعْجَمه" عليه، فقال لي: فيه أوهام كثيرة فإن تفرغت إلى التنبيه عليها فافعل، فخرجت ذلك وسميته "الإعلام والتعريف بما لابن قانع في مُعْجَمه من الأوهام والتصحيف" وذكر الخَطِيب في "الموضح" أنّ المرزباني غير اسمه ونسبه إلى جده، فقال ثنا عبد الله بن مرزوق، وأن ابن العطار غير اسمه واسم أبيه فقال: حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد الله بن مرزوق. وقال الحافظ: عبد الله بن مرزوق. قال الخَطِيب: هو عبد الباقي بن قانع، دلَّسه ابن المظَفَّر فسماه عبد الله، ونسبه إلى أحد أجداده. وقال ابن الجوزي: كان من أهل العلم والفهم والثقة، غير أنّه تغير في آخر عمره. وقال ابن القطان الفاسي: ضعيف، تركه أصحاب الحديث ولاختلاط عقله قبل موته بسَنَة. وقال الذَّهَبِي: ليس بقوي. وقال مرّة: فيه ضعف لأوهامه، ووهاه أبو محَمَّد بن حزم. وقال أيضًا: الحافظ العالم المصنف، كان واسع الرحلة، كثير الحديث. وقال مرّة: الإمام الحافظ البارع الصدوق -إن شاء الله- كان واسع الرحلة كثير الحديث، بصيرًا به. وقال ابن كثير: كان من أهل الثقة والأمانة والحفظ، ولكنه تغير في آخر عمره. وقال ابن ناصر الدِّين في بديعيته:
ثمّ الفتى ابن قانع السلامي ... أخباره شريفة نوامي
وقال في شرحها: وثقه جماعة، واختلط قبل موته بنحو سنتين.