حلف أنّ لا يحدث إِلَّا واحدًا واحدًا، وكان في خلقه شيءٍ رحمة الله عليه. وقال الخَطِيب: سمعت البرقاني ذكره فقال: كان محدِّثا قد أكل ملحه وسافر في الحديث إلى خراسان وفارس والبَصرَة والشام ومصر، وكان زاهدًا متقللًا، ولم يكن يحدث غير واحد منفرد، قيل له في ذلك فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، وإذا اجتمعوا للسماع تحدثوا، وأنا لا أصبر على ذلك. وسمعته يقول: كان الآبندوني سيدًا في المحدِّثين، وسألته عن وفاته فقال: مات في غيبتي عن بَغْدَاد، وذلك أني رحلت إلى الإسماعيلي في سَنَة خمس وستين وثلاثمائة فسألني عنه فأخبرته أني تركته في الأحياء، وأعلمته استكثاري من السماع منه فأثنى عليه ... وقال حمزة السهمي: الزاهد الثقة المأمون. وقال الخظِيب: أحد الرحالين في الحديث كان ثقة ثبتًا , وله كتب مصنفة وجموع مدونة. وقال السمعاني: كان إماما حافظًا زاهدًا ثقة مأمونًا ورعًا مكثرًا من الحديث. وقال ابن عساكر: طاف وأوسع وكتب فجمع. وقال الرشيد العطَّار: كان من الزَّهَّاد المتقشِّفين، والحفَّاظ المذكورين، وله رحلة واسعة في طلب الحديث، فقدم مصر صحبة أبي أحمد بن عدي، وكتب عن شيوخها, وله كتب مصنفقة, وجموع مدونة , وفي شيوخه كثرة. وقال ابن عبد الهادي: الحافظ الرحال الزاهد. وقال الذَّهَبِي: الإمام الحافظ القدوة الرَّباني.
ولد سَنَة أربع وسبعين ومائتين، ومات يوم الاثنين لخمس خلون من جمادى الأولى سَنَة ثمان وستين وثلاثمائة.
قلت:[ثقة حافظ ورع].
السُّنَن (٣/ ٢٧٩)، مختصر تاريخ نيسابور (٤٣/ أ)، تَارِيخ جرجان (٤٤٤)، تَارِيخ بَغْدَاد (٩/ ٤٠٧)، الأَنْسَاب (١/ ٥١)، تَارِيخ دمشق (٢٧/ ٦٨)، مختصره (١٢/ ٢٨)، تهذيبه (٧/ ٢٩٣)، المنتَظِم (١٤/ ٢٦٥)، نزهة الناظر (٣٦)، طبقات علماء الحديث (٣/ ١٣٦)، تذكرة الحفاظ (٣/ ٩٤٣)، النُّبَلاء (١٦/ ٢٦١)، تَارِيخ الإِسْلَام