للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنّه أفرد رجال الدارقطني بتأليف.

(ب) الحافظ شهاب الدِّين ابن حجر العسقلاني ت ٨٥٢ هـ فقد ذكر السخاوي في كتابه "الجواهر والدرر" (٢/ ٦٨٣) أنّ شيخه الحافظ كان قد شرع في كتابة تراجم الرجال كتب "إتحاف المهرة " ممّن لم يذكر في "تهذيب الكمال" وكتب منه جملة، ثمّ فتر عزمه عنه. قال السخاوي: ولو كَمُل لجاء في خمسة مجلدات.

(ج) ومنهم شيخنا علامة اليمن أبو عبد الرّحمن مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله تعالى- ت ١٤٢٢هـ. فقد كان - رحمه الله تعالى- يحز في صدره ما يواجهه الكثير من الباحثين من صعوبة وتعسر في البحث عن رجال الكتب النازلة ككتب الحاكم، والدارقطني وغيرهما، أو رجال الكتب العالية الذين ليسوا في "تهذيب التهذيب" فقام - رحمه الله - بحل بعض هذه المشكلات الّتي تواجه الكثير من طلاب العلم، فترجم تراجم مختصرة لرجال الحاكم ث مبيِّنًا بذلك ومقربًا للباحثين أنّ هذا الشّيخ أو الراوي مترجم فيتوسع حينذاك الباحث في ترجمة هذا الراوي، ثمّ يحكم عليه بما يستحق، ومن فضل الله عليَّ ومنَّته أني كنت ممّن شارك في هذا الكتاب وقد استفدت من شيخنا كثيرًا.

ثمّ قام هو وبعض إخواننا الباحثين من طلابه بتراجم مختصرة أيضًا لرجال الدارقطني الذين ليسوا من رجال "التهذيب" ولا من "رجال الحاكم" ومكانة شيخنا في هذا الميدان مكانة سامية، أصلها ثابت وفرعها في السَّماء، فقد حارٍّ في هذا الفن قصب السبق، وفاز فيه بالقدح المعلى، وجاوز الأقران، وأشارت إليه أكف المعالي بالبنان، وتبوَّأ فيه مكانًا عليًّا، وقد كان آية باقية ناطقة بأنّه أعجوبة في سعة حفظه لهم، ووفرة معرفته بأحوالهم، ونفاذ الهمة في البحث عنهم والتحقيق، وليس هذا الكلام مبنيًّا على حسن الظن والتخرصات والحدس والتخمين والرجم بالغيب، ولكنها الحقيقة والواقع الحق (١)، ولقد صدق الشاعر في مرثيته الجميلة حين قال معبرًا عن مدى إعجابه في هذا الشأن:


(١) الإبهاج لأخينا الفاضل/ أبي إبراهيم حميد العتمي (٨٤ - ٨٥).

<<  <   >  >>