ببَغْدَاد مع أبي المظَفر والدَّارقُطْنِي ذكرت لهما ذلك فقال: صدق، وما أخذنا عليه خطأ في شيءٍ رواه غير أنّه حدَّث عن أبي يعلى بحديث السماسرة وفي القلب من هذا الحديث شيءٍ، قال أبو العلّاء: فلما عدت إلى واسط، أعدت هذا القول على ابن السقاء فأخرج إلى قمطرًا من حديث أبي يعلى الموصلّي وأراني الحديث عنه في أصله بخط الصبا فأوقفت عليه جماعة من أهل البلد. قال ابن كثير: فبرئ من عهدته - رحمه الله تعالى- وقال أبو الحسن الجلابي المغازلي في "تَارِيخه": هو من أئمة الواسطيين الحفاظ المتقدمين.
وقال السلفي: وسألته -يعني خمس الحوزي- عن أبي محَمَّد السقاء فقال: لم يكن سقاء وإنّما هذا لقب نبز به من وجوه الواسطيين وذوي الثروة منهم والحفظ والإتقان والتقدم فيه، رحل به أبوه إلى بَغْدَاد ... ثمّ رحل به إلى الموصل ... ودخل به الكوفة ... وحج به ... وعاد به إلى البَصْرَة ... وخرج به إلى تستر، وعاد إلى واسط، وبارك الله له في سنه وعلمه، وأملى بواسط، واتفق أنّه أملى حديث الطير فلم تحتمله أنفس العوام فوثبوا به وأقاموه، وغسلوا موضعه، فمضى ولزم بيته وكان لا يحدث أحدًا من الواسطيين ولذا قلَّ حديثه عندهم، وإذا جاءه الرَّجل الغريب أحلفه بالله الّذي لا إله إِلَّا هو ما وضعك أحد من أهل واسط، ولا تعط حديثي أحدًا منهم فإذا حلف له حدثه، حدثني بكل ذلك شَيْخنا أبو الحسن المَغَازلي. وقال الخطِيب: كان فهِمًا حافظًا. وقال السَّمْعَاني: كان من أهل الحفظ والفهم والمعرفة بالحديث. وقال ابن نقطة: هو من الحفاظ الثقات. وقال الرشيد العطَّار: حافظ مشهور، ومحدِّث مذكور. وقال الذهبي: الإمام الحافظ الثقة الرَّحَّال، محدِّث واسط. وقال مرّة: ما حدث إِلَّا من حفظه، وكان من كبراء أهل واسط، وأولي الحشمة.
وقال ابن ناصر الدِّين الدمشقي في "بديعيته":
الواسطي ذا فتى السَّقَّاء ... جَمَّاعهم فاعلم على شفاء
مات سَنَة إحدى وسبعين -وقيل: ثلاث وسبعين- وثلاثمائة وصلّى عليه أبو مصحب البزاز، وصُلي عليه مرّة أخرى صلّى عليه ابن أخيه، ودفن خلف مسجده في