عليه رواية الأخبار والاداب، وصنف كتبًا كثيرة ... ولم يكن سماع ابن دوما منه صحيحًا. وقال ابن الجوزي: كان يتشيع، ومثله لا يوثق بروايته، فإنّه يصرح في كتبه بما يوجب الفسق، ويهون شرب الخّمْرِ، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب "الأغاني" رأى كلّ قبيح ومنكر. وقال ياقوت -العلّامة النَّسَّاب الأخباري الحُفَظَة، الجامع بين سعة الرِّواية والحذق في الدراسة-: لا أعلم لأحد أحسن من تصانيفه في فنها، وحسن استيعاب ما يتصدى لجمعه، وكان مع ذلك شاعرًا جيدًا. وقال ابن الأثير في "كامله": كان شيعيًّا، وهذا من العجب. وقال الذَّهَبِي: رأيت شَيْخنا ابن تيمية يضعِّفه ويتهمه في نقله، ويستهول ما يأتي به، وما علمت فيه جرحًا إِلَّا قول ابن أبي الفوارس: خلَّط قبل أنّ يموت. وقد أثنى على كتابه "الأغاني" جماعة من جلَّة الأدباء. وقال أيضًا: كان إليه المنتهى في معرفة الأخبار، وأيام النَّاس والشعر والغناء والمحاضرات، يأتي بأعاجيب بحدثنا وأخبرنا، وكان طلبه في حدود الثلاثمائة، فكتب ما لا يوصف كثرة، حتّى لقد اتُّهم، والظاهر أنّه صدوق، وتصانيفه كثيرة سائرة، وكان سريع النادرة، وكان شيعيًا، وهذا نادر في أُموي! وقال مرّة: العلّامة الأخباري، كان بَحْرًا في نقل الآداب، وكان بصيرًا بالأَنْسَاب وأيام العرب، جيد الشعر، والعجب أنّه أُموي شيعي. قال ابن أبي الفوارس: خلَّط قبل موته. قلت: لا بأس به، وكان وَسِخًا زريًّا، وكانوا يتقون هجاءه. وقال أيضًا: شيعي يأتي بأعاجيب، يحتمل لسعة اطلاعه، فالله أعلم.
وقال الحافظ: روى الدَّارقُطْنِي في "غرائب مالك" عدة أحاديث عنه، ولم يتعرض له.
ولد سَنَة أربع وثمانين ومائتين، ومات يوم الأربعاء لأربع عشرة خلون من ذي الحجة سَنَة ستّ وخمسين وثلاثمائة في خلافة المطيع لله، وقيل: مات سَنَة سبع وخمسين وثلاثمائة. قال الخَطِيب: القول الأوّل هو الصّحيح في وفاته.