للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٢) أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ت ٤٠٥ هـ:

قال - رحمه الله تعالى-: أبو الحسن الدارقطني - رضي الله عنه - صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإمامًا في القراء، والنحويين، أول ما دخلت بغداد كان يحضر المجالس وسنُّه دون النَّاس، وكان أحد الحفاظ، ثمّ صحبنا في رحلتي الثّانية، وقد زاد على ما كنت شاهدته، وحجَّ شيخنا أبو عبد الله بن أبي ذهل سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وانصرف فكان يصف حفظه وتفرده بالتقدم حتّى استنكرت وصفه إلى أنّ حججت سنة سبع وستين، فلما انصرفت إلى بغداد أقمت بها زيادة على أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا بالليالي والنهار، فصادفته فوق ما كان وصفه الشّيخ أبو عبد الله، وسألته عن العلّل والشيوخ، ودوَّنت أجوبته عن سؤالاتي، وقد سمعها مني أصحابي، وله مصنفات كثيرة مفيدة يطول ذكرها، وأشهد أنّه لم يُخلِّف على أديم الأرض مثله (١).

وقال أبو ذر الهروي: سمعت الحاكم أبا عبد الله، وسئل عن الدارقطني فقال: ما رأى مثل نفسه (٢). وقال أيضًا: حدّثنا إمام الحديث في عصره أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، المقرئ، رضي الله عنه وأرضاه، وذكر حديثًا، وقال عقبه: وأنا أشهد أنّه لم يخلف على أديم الأرض مثله في معرفة الحديث (٣).

(٣) عبد الغني الأزدي ت ٤٠٩هـ:

قال البرقاني: كنت أسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ كثيرًا إذا حكى عن أبي الحسن الدارقطني شيئًا يقول: قال أستاذي: فقلت له في ذلك، فقال: وهل تعلمنا هذين الحرفين من العلم إِلَّا من أبي الحسن الدارقطني (٤). وكان يقول أيضًا: أحسن النَّاس


(١) أطراف الغرائب (١/ ٤٧ - ٤٨)، تاريخ دمشق (٤٣/ ٩٦)، طبقات الشّافعيّة الكبرى (٣/ ٤٦٣).
(٢) تاريخ بغداد (١٢/ ٣٦)، تاريخ دمق (٤٣/ ١٠٠)، تكملة الإكمال (١/ ١٠٠).
(٣) أطراف الغرائب (١/ ٥١)، تاريخ دمشق (٤٣/ ١٠٥).
(٤) تاريخ بغداد (١٢/ ٣٦).

<<  <   >  >>