كان يمليه من غير دفتر ولا كتاب ولم يمت عن سن عالية، ومات عن دون الخمسين كثيرًا. وقال القاضي المفضل بن محَمَّد بن مسعر: لم يكن بعده إمام في علم نحو الكوفيين، مثل ثعلب. وقال الخَطِيب: كان من أعلم النَّاس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظًا، وكان صدوقًا فَاضِلًا دينًا خيرًا من أهل السُّنَّة، وصنف كتبًا كثيرة في علوم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء والرد على من خالف مصحف العامة وبلغني أنّه كتب عنه وأبوه حي، وكان يملي في ناحية المسجد، وأبوه في ناحية أخرى. وقال الذَّهَبِي: الإمام الحافظ اللغوي، ذو الفنون، سمع في صباه باعتناء أبيه, وألف الدواوين الكبار مع الصدق والدين، وسعة الحفظ، له كتاب "الرَّدِّ على من خالف مصحف عثمان" بأخبرنا وحدثنا، يقضي بأنّه حافظ للحديث، وله أمالي كثيرة، وكان من أفراد العالم.
قال مقيده - عفا الله عنه -: ونقل ما قيل فيه، وحكي عنه من حكايات، تدل على حفظه ونباهته وتواضعه كثيرة، ولكن نكتفي بما سبق نقله، ونحيل القاري في ذلك إلى مصادر ترجمته- والله المستعان-.
ولد يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سَنَة إحدى وسبعين ومائتين، ومات ليلة النَّحر من ذي الحجة سَنَة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
قلت:[ثقة حافظ، فطن ذكي، ذو فنون وورع].
المستجاد من فعلات الأجواد (٧٨)، طبقات النحويين واللغويين للزبيدي، (٧٩)، الفهرست (١٤٨)، تَارِيخ العلماء النحويين (٥١)، تَارِيخ بَغْدَاد (٣/ ١٨١)، إنباه الرواة (٣/ ٢٠١)، مُعْجَم الأدباء (١٨/ ٣٠٦)، طبقات الحنابلة (٣/ ١٣٣)، الأَنْسَاب (١/ ٢٢١)، نزهة الألباء (٩٩)، وفيات الأعيان (٤/ ٣٤١)، المنتَظِم (١٣/ ٣٩٧)، إشارة التعيين (٣٣٥)، تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٤٢)، النُّبَلاء (١٥/ ٢٧٤)، تَارِيخ الإِسْلَام (٢٤/ ٢٤٧)، العِبَر (٢/ ٣١)، معرفة القراء (٢/ ٥٥٦)، الوَافِي بالوفيات (٤/ ٣٤٤)، البداية (١٥/ ١٢٥)، الوفيات لابن قنفذ (٣٢٨)، البلغة (٣٥٢)، غاية النهاية (٢/ ٢٣٠)، طبقات الحفاظ (٧٩٠)، الشَّذَرات (٤/ ١٥٢)، وغيرها.