النجاد، والحسين الغضائري، وأبو أحْمَد الفرضي، وأبو عبد الله الحسين بن الحسن المخزومي في سَنَة أربع وثلاثين وثلاثمائة، وغيرهم.
قال أبو بكر بن شَاذَان. رأيت للصُّولي بيتًا عظيمًا مملوءًا بالكتب وهي مصفوفة، وجلود ما مختلفة الألوان، كل صف من الكتب لون، فصف أحمر، وآخر أخضر، وآخر أصفر، وغير ذلك، وكان الصولي يقول: هذه الكتب كلها سماعي. وقال المرزباني في "مُعْجَم الشعراء": كان شَيْخنا الصولي -رحمه الله تعالى- نادَم المكتفي بالله، فكان واسع الرواية، حسن الحفظ للآداب، والافتنان فيها، حاذقًا بتصنيف الكتب ووضع الأشياء منها موضعها، وله أبوة حسَنَة، كان جده صول، وأهله ملوك جرجان، ثم رأس أولاده بعده في الكتابة، وتقلد الأعمال الجليلة السلطانية. وقال ابن النديم في "فهرسته": كان من الأدباء الظرفاء، والجماعين للكتب، ونادم الراضي، وكان أولًا يعلمه، وقد نادم المكتفي، ثم المقتدر دفعة واحدة، وأمره أظهر وأشهر وأقرب من أن نستقصيه، وكان من ألعب أهل زمانه بالشطرنج، حسن المروة، توفي مستترًا بالبَصْرَة؛ لأنه روى خبرًا في علي -كرم الله وجهه- فطلبته الخاصة والعامة لتقتله. وقال الخَطِيب: كان أحد العلماء بفنون الآداب، حسن المعرفة بأخبار الملوك، وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء ... نادم عدة من الخلفاء، وصنف أخبارهم، وسيرهم، وجمع أشعارهم، ودون أخبار من تقدم وتأخر من الشعراء، والوزراء، والكتاب، والرؤساء، وكان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول، له شعر كثير في المدح، والغزل وغير ذلك. وقال الحافظ: ذكر ابن السمعاني في ترجمة يحيى بن عبد الوهاب بن مندة من "ذيل بَغْدَاد" عن يحيى. سمعت عمي أبا القاسم يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس يقول: سمعت أبا أحْمَد بن أبي العشار يقول: أبو أحْمَد العسكري يكذب على الصولي، مثلما كان الصولي يكذب على الغلابي، مثلما كان الغلابي يكذب على سائر النَّاس. قال الحافظ. قلت: قد وصفه الخَطِيب بالقبول. وقال الذَّهَبِي. العلامة الأديب ذو الفنون، له النظم، والنثر، وكثرة الاطلاع، نادم جماعة من الخلفاء، وكان حلو الإيراد، مقبول القول، حسن المعتقد.