الثاني: قوله ولم يصحّ عن النبي- عليه السلام- في هذا الباب شيء
مردود بحديث أم هانئ لو لم يكن في الباب غيره على رأي من لم يفرق بين
التنشُّف من الغسل والتنشُّف من الوضوء.
الثالث: اقتصاره على ذكر حديث معاذ وأغفل ما أسلفناه، وكذا حديث
أبي بكر رضى الله عنه أن النبي عليه السلام:"كانت له خرقة يتنشف بها
بعد الوضوء"قال: قال البيهقي إسناده غير قوي، قال: وإنما رواه أبو
عمرو بن العلاء عن إياس بن جعفر أن رجلا حدّثه:"أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت
له خرقة أو منديل يتنشف بها بعد الوضوء"وهو المحفوظ، وقال الدارقطني في
كتاب الإفراد والغرائب: هكذا رواه الصولي عن أبي العلاء عن أبي سعيد بن
أوس عنَ أبي عمرو بن العلاء عن أنس بن خالد عنه، ورواه عون بن عمارة
عن أبي عمرو بن إياس بن صالح عن رجل:"أن النبي- عليه السلام-
كانت له خرقة أو منديل"وقال: غيره عن أبي عمرو عن إياس بن جعفر
عن رجل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديث أنس بن مالك قال البيهقي: ثنا أبو
الحسين بن يسر أنّ ابن السماك ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو معمر عبد الله بن
عمرو قال: سألت عبد الوارث (١) عن حديث عبد العزيز بن صهيب عن
أنس:"أن النبي عليه السلام كان له خرقة/أو منديل فإذا توضأ مسح
وجهه، فقال: كان في قطنية فأخذه ابن علية فلست أرويه، قال الشّيخ: وهذا
لو رواه عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس وكان سندا صحيحا إلَّا أنه امتنع
من روايته، ويحتمل أنه كان عند الإسناد الأوّل- يعني إسناد حديث أبي عنه
ابن العلاء المتقدّم له المستور لما سئَل أبو حاتم عنه قال: رأيته في بعض
الروايات عن عبد العزيز أنه كان لأنس خرقة، والموقوف أشبه ولا يحمل أن
يكون مسندا وحذف إسناده الأودي، ثنا به المسند المعمر أبو بكر بن علي
الحميدي بقرأتي عليه، أخبركم المشايخ أبو المفاخر المخزومي وابن الشمعة
وغيرهما، ثنا عبد العزيز بن عمر، ثنا أبو زرعة، ثنا والدي الحافظ محمد بن
طاهر المقدسي، ثنا الخسر بن أحمد السمرقندي، ثنا أبو العباس جعفر بن
(١) قوله:"عبد الوارث"غير واضحة"بالأصل"وكذا أثبتناه.