[٢٠- باب ما جاء في الفقه بلا توضؤ وكراهة التعدي فيه]
حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو داود، ثنا خارجة بن مصعب عن يونس بن
عبيد عن الحسن عن يحيى بن ضمرة السعدي عن أبي بن كعب، قال رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن للوضوء شيطانا يقال له ولهان، فاتقوا وسواس الماءِ " (١) هذا
حديث مختلف فيه؛ فممن صححه: الحافظ أبو بكر بن خزيمة وأبو عبد الله
محمد بن عبد الله بن محمد الواحدي المقدسي؛ فذكر أنه من الأحاديث
المختارة، وأبو عبد الله بن الربيع فذكر له شاهد ونبه على تفرد خارجة به،
وكذلك قال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، لا نعلم أحدًا
أسنده غير خارجة، وقد رُوى هذا الحديث من غير وجه عن الحسن في
مستدركه، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء، وخارجة ليس
بالقوي عند أصحابنا، وقد ضعَّفه ابن المبارك، وبنحوه قاله ابن الجوزي وفي
العلل لابن أبي حاتم عن أبيه، كذا رواه خارجة وأخطأ فيه، ورواه النووي عن
يونس عن الحسن، ورواه غير الثوري عن يونس/عن الحسن أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه
منكر وقال في موضع آخر: هو عندي منكر، وفي كتاب التاريخ لأبي حاتم
وقال له الكَناني: روى هذا الحديث غير خارجة؟ فقال خارجة من رواة هذا
(١) ضعيف جدا. رواه أبن ماجة (٤٢١) . ورواه الترمذي بهذا الإسناد، وقال: حديث
غريب، ليس إسناده بالقوي عند أهل الحديث؛ لانَا لا نعلم أحدا أسنَده عن خارجة، وليس
هو بالقوي عند أصحابنا. وضعفه ابن المبارك. وروى هذا الحديث من غير وجه عن الحسن.
ورواه البيهقي في " الكبرى " (١/١٩٧) وابن خزيمة (١٢٢) وتلخيص (١/١٠١) والمشكاة
(٤١٩) وإتحاف (٧/٢٨٨) والمغني عن حمل الأسفار (٣/٣٧) والميزان (٢٣٩٧) والمتناهية
(١/٣٤٦) .
وضعفه الشيخ الألباني. (ضعيف الجامع: ص ٢٨٥ ح ١٩٧٠) .
قوله: " ولهان " مصدر " وله ". إذا تحيَر الشيطان لإلقاء الناس في التخير سُمى بهذا
الاسم. و" وسواس الماء " أي: وسواس يفض إلى كثرة إراَقة الماء حاله الوضوء والاستنجاء،
والمراد: التردد في طهارة الماء ونجاسته بلا ظهور علامات النجاسة.