للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٣- النهي عن الخلاء على قارعة الطريق]

حدثنا حرملة بن يحيى، نا عبد الله بن وهب، أخبرني نافع بن يزيد/عن

حيوة بن شريح أن أبا سعيد الحميري حدثه قال: كان معاذ بن جبل يتحدّث

ما لم يسمع أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويسكت عما يسمعوه فبلغ عبد الله بن

عمرو ما يتحدّث به، فقال: والله ما سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال هذا،

وأوشك معاذ أن يفتنكم في الخلاء، فبلغ ذلك معاذ، فقال معاذ: يا أبا

عبد الله بن عمرو إنّ التكذيب بحديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفاق بما من قاله، لقد

سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:"اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد،

والظل، وقارعة الطريق" (١) هذا حديث خرجه أبو عبد الله في مسنده من

رواية سعيد بن الحكم عن نافع، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه إنّما تفرد

مسلم بحديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة:"اتقوا الملاعن" (٢) وفيما قاله

نظر ذلك أنّ هذا حديث منقطع، فيه رجل مجهول، بيانه: ما ذكره أبو داود

عن إسحاق بن سويد وعمر بن الخطاب عن سعيد بن الحكم، نا نافع …

فذكره مختصرا. كذا هو في رواية اللؤلؤي، وابن داسر وفي رواية ابن العبد

في كتاب التفرد له زيادة عليهما، وهي قال أبو داود: ليس هذا بمتصل- يعني

بذلك انقطاع ما بين أبي سعيد ومعاذ- وبنحوه قال الأشبيلي أيضا وابن

القطان، وهو رجل مجهول لا يعرف اسمه ولا حاله ولا من روى عنه غير

حيوة، ولا روى هو عن غير معاذ ولا رواه عن حيوة غير نافع ومع ذلك فله


(١) صحيح. رواه أبو داود (ح/٢٦) وابن ماجة (ح/٣٢٨) وأحمد في"المسند" (١/
٢٩٩) وللترغيب (٨/١٣٤) والمجمع (١/٢٠٤) وعزاه إلى أحمد، وفيه ابن لهيعة ورجل لم
يسم. والحاكم في"المستدرك" (١/١٦٧) وتلخيص (١/١٠٥) والمشكاة (٣٥٥) وصححه
للشيخ الألباني. (الإِرواء: ١/١٠٠، ١٠١) .
(٢) حسن. رواه أبو داود في: ١- كتاب الطهارة، ١٤- باب المواضع التي نهى النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن البول فيها، (ح/٢٥)
قوله:"الملاعن"جمع ملعنة، وهي المفعلة التي يلعن بها فاعلها، كأنها مظنة اللعن، ومحل

<<  <  ج: ص:  >  >>