للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥٤- باب في مسح أعلى الخف وأسفله]

حدثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا ثور بن يزيد عن رجاء بن

حيوة عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة: " أنّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح أعلى

الخف وأسفله " (١) . هذا حديث قال أبو داود في تخريجه: وبلغني أنّ ثوراً لم

يسمع هذا الحديث من رجاء، وقال أبو عيسى في كتاب العلل: وسألت

محمدا عن هذا الحديث فقال: لا يصح هذا روي عن ابن المبارك عن ثور بن

(١) رواه الترمذي (ح/٩٧) وقال الترمذي: وسألت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل عن هذا

الحديث؟ فقالا: ليس بصحيح؛ لأن ابن المبارك روى هذا الحديث عن ثور عن رجاء بن حيوة

قال: حُدثت عن كاتب المغيرة: مُرسل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر فيه المغيرة.

ورواه الشافعي في مختصر المزني (١/٥٠) عن ابن أبي يحيى عن ثور بن يزيد، ورواه أبو داود

(ح/١٦٥) وابن ماجة (ح/٥٥٠) وفي الزوائد: الوليد مدلس، وثور ما سمع من رجاء بن

حيوة. وكاتب المغيرة أرسله، وهو مجهول. أجيب عنه بأن الوليد قال: حدثنا ثور، فلا

تدليس. وسماع ثور قد أثبته البيهقي، وصرح بان ثورا قال: حدثنا يرجاء، وكاتب المغيرة وذكر

المغيرة، فلا إرسال، وكاتب المغيرة اسمه وراد، كما صرح به ابن ماجة، وكنيته أبو سعد.

روى عنه الشعبي وغيره. ورواه ابن الجارود (ص ٤٨) والدارقطني (ص ٧١) والبيهقي (١/

٢٩٠) كلهم من طريق الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد، وقال أبو داود: " بلغني أنه لم يسمع

ثور هذا الحديث من رجاء ". وقال الدارقطني: " رواه ابن المبارك عن ثور قال: حدثت عن

ثور عن كاتب المغيرة ". وكذلك نقل البيهقي عن الدارقطني. وقال ابن حجر في التلخيص

(ص ٥٨) : " قال الأثرم عن أحمد: إنّه كان يضعفه ويقول: ذكرته لعبد الرحمن بن مهدي

فقال عن ابن المبارك عن ثور: حدثت عن رجاء عن كاتب المغيرة، ولم يذكر المغيرة. قال

أحمد: وقد كان نعيم بن حماد حدثني به عن ابن المبارك كما حدثني الوليد بن مسلم به عن ثور، فقلت له: إنما يقول هذا الوليد، فأما ابن المبارك فيقول: حدثت عن رجاء، ولا يذكر

المغيرة؟ فقال لي نعيم: هذا حديثي الذي أسأل عنه، فأخرج إلي كتابه القديم بخط عتيق فإذا

فيه ملحق بين السطرين بخط ليس بالقديم عن المغيرة، فأوقفْته عليه وأخبرته أن هذه زيادة في

الإِسناد لا أصل لها، فجعل يقول للناس بعد، وأنا أسمع: اضربوا على هذا الحديث ".

فكلام أحمد وأبي داود والدارقطني يدل على أن العلة أن ثورا لم يسمعه من رجاء، وهو ينافي

ما نقله الترمذي هنا عن البخاري وأبا زرعة: أن العلة أن رجاء لم يسمعه من كاتب المغيرة.

قلت: وقد ضعفه الشيخ الألباني. انظر: ضعيف ابن ماجة (ح/١٢٠) ، وضعيف أبي داود

(ح/٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>