للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكن في حديثه بذاك، وذكره الساجي في كتاب الضعفاء، وزعم أنّ عنده

حديثًا منكرًا وهو:"وكاءَ السه العينان" (١) ، ورد ابن عدي هذا الحديث وقال ابن

عدي: القول فيه قول دحيم؟ لأنه أعرف به، وضعفه أبو الحسن القطان، وما أرى

بحديثه بأسا، وكذا ضعفه البلخي، ولما ذكر الترَمذي حديث عائشة عن سفيان بن

وكيع، ثنا عبد الله بن وهب عن زيد بن حبان عن أبي معاذ عن الزهري عن عروة

عنها قالت:"كان للنبي- عليه السلام- خرقة يتنشف بها بعد الوضوء" (٢) قال:

وفي الباب عن معاذ ثنا قتيبة، ثنا رشدين عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن

عتبة بن حميد عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ قال:"رأيت

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه" (٣) قال أبو عيسى: هذا حديث

غريب وإسناده ضعيف، ورشدين وابن أنعم يضعفانه في الحديث، وقال ابن القسم

في الأوسط: لا يروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإِسناد تفرّد به رشدين، قال

أبو عيسى: وحديث عائشة ليس بالقائم ولا يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الباب

شيء/وأبو معاذ يقولون: هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف عند أهل الحديث.

انتهى كلامه وفيه نظر من وجوه:

الأول: أبو معاذ يقولون هو ابن أرقم يعني تحرّصًا لا يقينًا، وقد أتى ذلك

الإِمام أحمد بن حنبل حين سأله مهنأ عنه فقال: هو حديث منكر وأبو معاذ

ياسين بن معاذ وهو ضعيف وهو أقوى من سليمان بن أرقم، وأما عبد الله

الحاكم فأنه لما ذكر ٥ في مستدركه قال أبو معاذ: هو الفضل بن ميسرة روى

عنه يحيى بن سعيد وأثنى عليه، وهذا حديث صحيح وقد روى عن أنس

وغيره ولم يخرجاه فليس قوله بأولى من قوليهما.


(١) حسن. رواه أبو داود (ح/٢٠٣) وشرح السنة (١/٣٣٧) قوله:"الوكاء"ما تشد به
القربة ونحوها من الأوعية، والسه- بفتح السين تاء محذوفة- اسم من أسماء الدبر.
قلت: وحسنه على قاعدة الشيخ أبي داود الذي صنف عليها كتابه السنن.
(٢) ضعيف جدا وعلامات النكارة عليه واضحة. رواه الترمذي في: أبواب الطهارة، ٤٠-
باب ما جاء في التمندل بعد الوضوء، (ح/٥٣) قال أبو عيسى:"حديث عائشة ليس
بالقائم. ولا يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الباب شيء".
(٣) الكنز: (١٧٨٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>