للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: "تعجبون من غيرة سعد؟ والله، لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها، وما بطن " الحديث (١) .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله: أن يأتي المؤمنُ ما حَرمَ الله عليه " (٢) .

* وإن من ضروب الغيرة المحمودة: أنفةَ المحبِّ وحميته أن يشاركه في محبوبه غيره، ومن هنا كانت الغيرة نوعَا من أنواع الأثرة، لابد منه لحياطة الشرف، وصيانة العرض، وكانت أيضا مثار الحمية والحفيظة فيمن لا حمية له ولا حفيظة.

وضد الغيور الدَّيُّوث، وهو الذي يقر الخبث في أهله، أو يشتغل بالقيادة، وقال العلماء أيضًا: (الديوث الذي لا غيرة له على أهل

بيته) (٣) ، وفي المحكم: (الديوث الذي يُدخل الرجال على حرمه بحيث يراهم) (٤) ، وقد ورد الوعيد الشديد في حقه:

* فعن عبد الله بن "عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجِّلة، والدَّيُّوث " الحديث (٥) .


(١) رواه البخاري (١٢/ ١٨١) في الحدود: باب من رأى مع امرأته رجلا فقتله، وفي التوحيد، ورواه تعليقَا في النكاح: باب الغيرة، ومسلم رقم (١٤٩٩) في اللعان: في فاتحته.
(٢) رواه البخاري (٩/ ٢٣٠) في النكاح: باب الغيرة، ومسلم برقم (٢٧٦١) في التوبة: باب غيرة الله تعالى، وتحريم الفواحش، والترمذي رقم (١١٦٨) في الرضاع: باب ما جاء في الغيرة.
(٣) "النهاية لما غريب الحديث" (٢/١٤٧) .
(٤) "الزواجر" للهيثمي (٢/٥٢) .
(٥) أخرجه النسائي (١/ ٣٥٧) واللفظ له، والإمام أحمد (٢/ ١٣٤) ، وابن خزيمة في (التوحيد) (٢٣٥) ، وابن حبان (٥٦) ، وصححه العلامة أحمد شاكر رقم (٦١٨٠) (٩/٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>