للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسخرون بها، وهنالك نادت: يا آل عامر!، فَلَبَّتْها سيوف بني عامر، ووقف بنو كنانة يدرأون عن فتيانهم، وهاجت هَوَازِن لعامر، واغتمرت قريش في كنانة (١) ، وهنالك تفجرت الدماء، وتناثرت الأشلاء (٢) ، ولولا حكمة بدرت من حرب بن أمية يومئذ لكان الخطب أفدحَ، والمصاب أطَمَّ، فقد وقف بين القوم فحسم ضغينتهم، واحتمل ديات قتلاهم) (٣) . نماذج من غيرة الصحابة رضي الله عنهم

فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان شديد الغيرة على النساء، فهو الذي أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بحجب نسائه، فوافقه القرآن فعن أنس رضي الله عنه قال عمر رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله! يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب (٤) .

* عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيتني دخلت الجنة، الحديث وفيه: "ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟، فقال: لعمر فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه: "فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرته، فولَّيت مُدْبِرا" فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار؟ (٥) .

* وعن أبي السائب مولى هشام بن زُهرة رضي الله عنه: أنه دخل على أبي سعيد


(١) عامر بطن من بطون هوازن، وقريش فرع من فروع كنانة.
(٢) الأشلاء- جمع شلو- قطع اللحم.
(٣) "العقد الفريد" (٣/١٠٩) ، وانظر "المرأة العربية" (١/ ٢٧- ٢٨) .
(٤) رواه البخاري (٨/ ٣٨٧) رقم (٤٧٩٠) في التفسير: باب (لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) الآية.
(٥) رواه البخاري (٧/ ٥٠) في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه رقم (٣٦٧٩) ، (٣٦٨٠) ، وقال السفاريني: (أي كيف أغار على دخولك قصرًا أنت السبب في حصوله لي؟ بل وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم" اهـ من (شرح ثلاثيات المسند" (٢/٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>