للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وذكر أبو عمر في "التمهيد" أن عمر رضي الله عنه لما خطب عاتكة بنت زيد شرطتْ عليه ألا يضربها، ولا يمنعها من الحق، ولا من الصلاة في المسجد النبوي، ثم شرطت ذلك على الزبير، فتحيَّل عليها أن كمن لها لما خرجت إلى صلاة العشاء، فلما مَرَّت به ضرب على عَجيزتها؟ فلما رجعت قالت:

"إنا لله! فسد الناس! "، فلم تخرج بعد (١) .

* ويروى أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن الله ليغار للمسلم، فَلْيَغَرْ" (٢)

ولما دخل الخوارج المفسدون على أمير البررة، وقتيل الفجرة عثمان بن عفان رضي الله عنه ليقتلوه، حاولت زوجه الوفية نائلة بنت الفرافصة رضي الله عنها أن تستر أمير المؤمنين بشعرها، فقال لها: "خذي خمارَكِ، فلعمري لدخولهم على أعظم من حرمة شعرك" (٣) .

أحداث صنعتها الغيرة

* ذكر الحافظ ابن كثير- رحمه الله - في حوادث سنة ست وثمانين ومائتين: قال في المنتظم: ومن عجائب ما وقع من الحوادث في هذه السنة أن امرأة تقدمت إلى قاضي الري (٤) ، فادعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار، فأنكره، فجاءت ببينة تشهد لها به، فقالوا: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا؟، فلما صمَّموا علي ذلك قال الزوج: "لا تفعلوا، هي صادقة فيما تدَّعيه، فأقرَّ بما ادعَتْ ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها، فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه، وأنه إنما أقر ليصون


(١) "الإصابة (٨/ ١٢) ، وانظر: أسد الغابة (٦/ ١٨٥) .
(٢) "أخبار النساء" ص (٨٢) .
(٣) "أعلام النساء" لكحالة (٥/ ١٥٠) ، و"الدر المنثور في طبقات ربات الخدور" ص (٥١٧) .
(٤) سماه السمعاني: موسي بن إسحق الأنصار الخطمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>