للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجهها عن النظر: هو في حِل من صداقي عليه في الدنيا والآخرة اهـ (١) ، زاد الحافظ السمعاني في "الأنساب": فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما: يُكْتَبُ هذا في مكارم الأخلاق اهـ.

* ويذكر بعض المؤرخين في حسنات الحجاج بن يوسف الثقفي:

أن امرأة مسلمة سُبيت في الهند، فنادت: (واحَجَّاجاه) واتصل به ذلك، فجعل يقول: (لبيكِ) ، وأنفق سبعة ملايين من الدراهم حتى أنقذ المرأة) (٢)

* وهذه امرأة شريفة أسرها الروم، لا تربطها بالخليفة (المعتصم بالله) رابطة سوى أخوة الإسلام، تستنجد به لما عذبها صاحب عمورية، وتطلقها صيحة يسجل التاريخ دويها الضخم: "وامعتصماه"، وما إن بلغت المعتصم هذه الندبة- وكان يأخذ لنفسه شيئًا من الراحة - حتى قالها بملء جوارحه: (لبيكِ) ، وانطلق لتوه إلى القتال، وانطلقت معه جحافل المسلمين، وقد ملأت الغيرة لكرامة المرأة نفس كل جندي إباءً وحماسا، فأنزلوا بالعدو شر هزيمة، واقتحموا قلاعه في أعماق بلاده حتى أتوا عمورية، وهدموا قلاعها، وانتهوا إلى تلك الأسيرة، وفكوا عقالها، وقال لها المعتصم: (اشهدي لي عند جَدك المصطفى صلى الله عليه وسلم أني جئت لخلاصك) (٣)

* (وفي القرن السابع الهجري حين ضرب التفرق أطنابه بين المسلمين


(١) "البداية والنهاية" (١١/ ٨١) ..
(٢) "معجم البلدان " لياقوت الحموي (٨/ ٣٨١) .
(٣) "شبهات حول العصر العباسي " للدكتور مؤيد فاضل ملا رشيد ص (٨٣) ،
ونضيف: أليس من حقنا أن نصم آذان حكامنا اليوم بقول الشاعر المعاصر:
رب (وامعتصماه) انطلقت ... ملء أفواه الصبايا اليتم
صادفت أسماعهم لكنها ... لم تصادف نخوة المعتصمَ
لا يُلام الذئب في عدوانه ... إن يكُ الراعي عدوَّ الغنم

<<  <  ج: ص:  >  >>