للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعًا: التبرج من صفات أهل النار:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات

عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" (١) .

وعن عمارة بن خزيمة قال: بينما نحن مع عمرو بن العاص رضي الله عنه في حج

أو عمرة، فإذا نحن بامرأة عليها حبائر (٢) لها، وخواتيم، وقد بسطت يدها على الهودج، فقال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشّعْب إذ قال: "انظروا: هل ترون شيئًا"؟، فقلنا: نرى غربانَا فيها غراب أعصمَ (٣) ؛ أحمرُ


= وهي المهزولة، وانظر: "الفتح الرباني" (١٣/ ٣٠٢) .
(١) رواه مسلم في "صحيحه" رقم (٢١٢٨) في الجنة: باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء.
قال النووي رحمه الله: (قيل: معنى كاسيات أي من نعمة الله عاريات من شكرها، وقيل: معناه تستر بعض بدنها، وتكشف بعضه إظهارًا لجمالها ونحوه، وقيل: تلبس ثوبًا رقيقا يصف لون بدنها وهو المختار، ومعنى مائلات: عن طاعة
الله وما يلزمهن حفظه، مميلات أي: يعَلِّمْنَ غيرهن فعلهن المذموم، وقيل: يمشين متبخرات مميلات لأكتافهن، وقيل: مائلات يمتشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا، ومميلات: يمشطن غيرهن تلك المشطة، ومعنى رؤوسهن كأسنمة البخت أي: يكبرنها، ويعظمنها بلف عمامة أو- نحوها، والله أعلم) اهـ من "المجموع شرح المهذب " (٤/ ٣٠٧) ، وانظر: (القسم الأول) ص (١٧١) .
(٢) حبائر ثياب جديدهّ، وثوب حبير أي جديد – انظر: (الصحاح) للجوهري (٢/٦٢٠) .
(٣) الأعصم: هو الأبيض الجناحين، وقيل الأبيض الرجلين، وقيل: هو أحمر المنقار والرجلين، انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" (٣/ ٢٤٩) .
وفي الحديث كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء، لأن هذا الوصف في الغربان قليل، ونظير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الكسوف: "رأيت النار" ورأيت أكثر أهلها النساء متفق عليه، وفي الصحيحين أيضا من حديث أسامة بن زيد رضي =

<<  <  ج: ص:  >  >>