للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَصِفُها" (١) .

وعن أم علقمة بن أبي علقمة قالت: رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن

أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها، فشقته عائشة عليها وقالت: " أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور؟! ثم دعت بخمار فكستها" (٢)

وعن هشام بن عروة: أن المنذر بن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوةٍ من ثياب مروية وقوهية (٣) رقاق عتاق بعدما كف بصرها، قال فلمستها بيدها ثم قالت: "أف، ردوا عليه كسوته قال: فشق ذلك عليه"، وقال: "يا أمة إنه لا يشف "، قالت: "إنها إن لم تشف فإنها تصف" (٤) .

وعن عبد الله بن أبي سلمة: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسا الناس القباطي، ثم قال: "لا تدرعها نساؤكم"، فقال رجل: "يا أمير المؤمنين قد ألبستها امرأتي، فأقبلت في البيت، وأدبرت، فلم أره يشف "، فقال عمر: "إن لم يشف فإنه يصف" (٥) .


(١) رواه أبو داود (٦/ ٦٤) ، حديث رقم (٤١١٦) في اللباس: باب في لبس القباطي للنساء، والبيهقي في "السنن " (٢/ ٢٣٤) ، وقال المنذري: في إسناده عبد الله بن لهيعة، ولا يحتج بحديثه، وقد تابع ابن لهيعة على روايته هذه ابو العباس يحيى بن أيوب المصري، وفيه مقال، وقد احتج به مسلم، واستشهد به البخاري اهـ نقلاً
من "عون المعبود" (١١/١٧٥)
(٢) أخرجه ابن سعد (٨/ ٤٩- ٥٠) ، ومالك (٣/ ١٠٣) بنحوه، والبيهقي (٢/ ٢٣٥) ومداره على أم علقمة مرجانة، ذكرها ابن حبان في (الثقات) (١/ ٢٣٦) ،
وقال الذهبي: (لا تعرف) ، قال الألباني: فمثلها لا يحتج بها، وإنما يستشهد بروايتها. اهـ من (الحجاب) ص (٥٧) .
(٣) مروية: ثياب مشهورة بالعراق منسوبة إلى "مرو" قرية بالكوفة، و"قوهية" من نسيج "قوهستان" ناحية بخراسان كما في "الأنساب للسمعاني " (١٠/٢٦٨) .
(٤) أخرجه ابن سعد (٨/ ١٨٤) ، وصحح الألباني إسناده إلي المنذر.
(٥) رواه البيهقي في "السنن" (٢/ ٢٣٤- ٢٣٥) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" =

<<  <  ج: ص:  >  >>