للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الألباني رحمه الله: وفي هذا الأثر والذي قبله إشارة إلى أن كون الثوب يشف أو يصف كان من المقرر عندهم أنه لا يجوز، وأن الذي يشف شر من الذي يصف، ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: "إنما الخمار ما وارى البشرة والشعر" (١) ، وقالت شميسة: "دخلت على عائشة رضي الله عنها وعليها ثياب من هذه السَّيد (٢) الصفاق (٣) من درع وخمار ونقبة (٤) قد لونت بشيء من عصفر" (٥) .

من أجل ذلك كله قال العلماء: (ويحب ستر العورة بما لا يصف لون البشرة. . . من ثوب صفيق أو جلد أو رق (٦) ، فإن ستر بما يظهر فيه لون البشرة من ثوب رقيق لم يجز فيه لأن الستر لا يحصل بذلك) (٧) .

وقد عقد ابن حجر الهيتمي في "الزواجر" بابَا خاصُّا في لبس المرأة ثوبًا رقيقا يصف بشرتها وأنه من الكبائر، ثم استدل بحديث صنفان من أهل


= (١٩٥/٨) بنحوه، ومعنى قوله "إن لم يشف فإنه يصف": أي: إن لم ير ما وراءه، فإنه يصف خلفها لرقته اهـ من "الفائق في غريب الحديث " (٣/١٥٣) ، وقال مالك رحمه الله: بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى النساء أنه يلبسن القباطي، قال: وإن كانت لا تشف، فإنها تصف، قال مالك: معنى تصف: أي تلصق بالجلد) اهـ من "المنتقى" للباجي (٧/ ٢٢٤) .
(١) رواه البيهقي معلقًا، فقال: روينا عن عائشة أنها سئلت عن الخمار، فقالت، فذكره (٢/ ٢٣٥) .
(٢) كذا بالأصل، ولعلها: "سيراء" انظر: "نيل الأوطار" (٢/٩٥) .
(٣) ثوب صفيق: متين بَين الصفاقة، وثوب صفيق وسفيق: جيد النسيج، كذا في (لسان العرب) وفي (القاموس) : (وثوب صفيق ضد السخيف) (٣/ ٢٦٢) ، والسخيف: هو القليل الغزل.
(٤) ثوب كالإزار يُشد كما تشد السراويل، كذا في (القاموس) (١/١٣٨) .
(٥) أخرجه ابن سعد (٨/٤٨) ، وصحح الألباني إسناده إلى شميسة. اهـ من (الحجاب) ص (٥٨) .
(٦) بفتح الراء أو كسرها: جلد رقيق يُكتب فيه،
(٧) انظر (المهذب) (٣/ ١٧٦) بشرح المجموع طبعة الشيخ زكريا على يوسف رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>