للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الباب آيات أخر كثيرة وفيما ذكرنا كفاية.

فتيين من هذه الآيات أن ترك هدي الكفار، والتشبه بهم في أعمالهم وأقوالهم وأهوائهم من المقاصد والغايات التي أسسها، وجاء بها القرآن الكريم، وقد قام صلى الله عليه وسلم ببيان ذلك وتفصيله للأمة، وحققته في أمور كثيرة من فروع الشريعة فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من عمل سنة غيرنا" (١) ، حتى عرف ذلك اليهود الذين كانوا في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وشعروا أنه صلى الله عليه وسلم يتحرى أن يخالفهم في- كل شئونهم الخاصة بهم، فقالوا: "ما يريد هذا الرجلُ أن يَدَعَ من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه " (٢) .

وهذا لا ينحصر في باب واحد من أبواب الشريعة المطهرة كالصلاة مثلا، وإنما تعداها إلى غيرها من العبادات، والآداب، والعادات، وسوف نقتصر هنا على إيراد ماله علاقة بموضوعنا إن شاء الله تعالى: فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بعثت

بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم" (٣) .


(١) عزاه السيوطي إلى الديلمي في "مسند الفردوس"، وعزاه الألباني إلى الطبراني في "الكبير"، وحسنه في "صحيح الجامع" رقم (٥٣١٥) (٥/ ١٠٢) ، وانظر شرحه
في "فيض القدير" (٥/ ٣٨٦- ٣٨٧) .
(٢) قطعة من حديث رواه مسلم رقم (٣٠٢) في الحيض: باب جواز غسل الحائض رأس زوجها، وأبو داود رقم (٢٥٨) في الطهارة، ورقم (٢١٦٥) في النكاح، والترمذي رقم (٢٩٨١) في التفسير، والنسائي (١/ ١٥٢) في الطهارة.
(٣) أخرجه الإمام أحمد (رقم ٥١١٤، ٥١١٥، ٥٦٦٧) ، وعلق البخاري في "صحيحه" بعضه (٦/ ١١٥) ، وأخرج القطعة الأخيرة منه أبو داود (٢/ ١٧٣) وقال شيخ الإسلام في "الاقتضاء": "إسناده جيد" اهـ (٣٩) ، وصححه
العراقي في "المغني" (١/ ٣٤٢) ، وحسنه الحافظ في (الفتح) (١٠/ ٢٨٢) ، وذكر =

<<  <  ج: ص:  >  >>