للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي البحر سوءات وفي البر مثلها ...

فيا ضيعة الأخلاق في البر والبحر (١)

آخر:

هل رأيتَ الجموعَ محتشداتِ ... فوق شَط الخِضَمِّ أو سابحاتِ

ورأيتَ الحِسانَ يَمشينَ زَهْوا ... مُقبلات يَتهْنَ أو مُدْبِرات

ضَلَلَتْهنَّ قُدْوَةْ الوالداتِ ... ومِنَ الوالدِين سوءُ أناِة

ومن الزوجِ غَضُّ طَرْفٍ لِضَعْف ... أو طِباع في نفسِهِ فاسدات

وانغماس الشقيقِ في شَهَواتٍ لا يُبالًي بمنهجِ الأخَوات

فاطَرَحْن الحِشْمَةَ يَحْسَبَنْهَا مِنْ ... بالياتِ الأمُورِ والعادات

حالةٌ تَجْرحُ الفضيلةَ حقا ... ولها تَدْمَى نَفْسُ ذِي النَّخَوات

أيها البحرُ طهر القومَ واغسل ... ما تراهُ منهم منَ المنكرات (٢)

التبرج المقنع

لئن كنا عرضنا آنفًا لصور من التبرج الصريح، فإننا نعرض فيما يلي إن شاء الله - لصور محدثة من التبرج لم يتعرض لها المصنفون قبل هذا العصر، لا لانعدامها، ولكن لأن أحدًا لم يكن ليجرؤ على تسمية المعاصي بغير


= فلا يدخل الحمام" رواه ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم، وقال: "صحيح
الإسناد".
وعن أبي المليح الهذَلي أن نساءً من أهل "حمص" أو من أهل "الشام" دخلن على عائشة رضي الله عنها، فقالت: " أنتن اللاتي يدخلن نساؤكن الحمامات؟! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها، إلا هتكت الستر بينها وبين ربها " رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود، وابن ماجه، والحاكم، وقال: "صحيح علي شرطهما".
وعلى أساس هذه الأحاديث فلا ينبغي التردد في تحريم ارتياد شواطئ الاصطياف، والحمامات المنتشرة في النوادي، بقياس الأولى، وذلك لما يجري في هذه الأماكن الموبوءة من أحوال يَرْفَضُ جبين القلم عرقًا من الخجالة بتسطيرها.
(١) ، (٢) "قولي في المرأة" ص (٢٩- ٣٠) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>