للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظاهر أن المراد بعليهن: على جميع أجسادهن، وقيل: على رؤوسهن أو على وجوههن لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه. وقال أيضًا. وفي رواية أخرى عن الحبر رواها ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه. تغطي وجهها من فوق رأسها بالجلباب وتبدي عينا واحدة، وأخرج عبد الرزاق وجماعة عن أم سلمة قالت: "لما نزلت هذه الآية (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها" (١) .

وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "رحم الله تعالى نساء الأنصار، لما نزلت (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ) الآية، شققن مروطهن، فاعتجرن بها، فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسهن الغربان (٢) . اهـ.

* وقال نعمةُ الله بنُ محمود الخجواني:

يدنين يُغطين (عَلَيْهِنَّ) أي على أيدهن وأرجلهن وعلى جميع معاطفهن (مِن) فواضل (جَلَابِيبِهِنَّ) وملاحفهن بحيث لا يبدو من مفاصلهن وأعضائهن شيء سوى العينين، بل عين واحدة (٣) . اهـ.

* وقال الشيخ عبد العزيز بن أحمد الدميري:

يدنين يرخين الرداء سترا ... للوجه والرأس يعم الصدرا (٤)


(١) أخرجه أبو داود (٢/ ١٨٢) بإسناد صحيح، وأورده في "الدر" (٥/ ٢٢١) برواية عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبي داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من حديث أم سلمة بلفظ: "من أكسية سود يلبسنها"، والغربان؟ جمع غراب، شبهت الأكسية في سوادها بالغربان
(٢) "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" (٢٢/٨٨-٩٠) .
(٣) "الفواتح الإلهية" (٢/١٦٣) نقلا عن "مجلة الجامعة السلفية".
(٤) "التيسير في علوم التفسير" ص (٩١) نقلَا عن "مجلة الجامعة السلفية".

<<  <  ج: ص:  >  >>