المؤمنين مع سائر النساء في "مشروعية الحجاب"، وهذا موضع اتفاق مع المخالف، فإنه يستدل به على عموم هذه المشروعية، أما الوجوب ذاته فلا يستدل عليه بهذا الحديث بانفراده، وإنما بما سبق من الأدلة الكثيرة على عموم آية الحجاب، وعدم تخصيصها بأمهات المؤمنين، والله أعلم.
١٣- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجعنا، وحاذينا بابه إذ هو بامرأة لا نظنه عرفها، فقال صلى الله عليه وسلم:"يا فاطمة من أين جئتِ؟ "، قالت: جئت من عند أهل الميت، رَحِمتُ إليهم مَيتهم، وَعَزَّيتهم. . . (١) الحديث.
فقد ظن الصحابة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف هذه المرأة التي مرت من عنده، لأنها كانت مستترة، ولكنه عرفها، وقال لها:"يا فاطمة" كما عرف عائشة رضي الله عنها وسط الناس وهي منتقبة (٢) .
***
(١) رواه الإمام أحمد (٢/ ١٦٩) ، والبيهقي في السنن (٤/ ٦٠) ، وفي الدلائل (١/١٩٢) ، والحاكم في المستدرك (١/ ٣٧٣) ، وقال:"صحيح على شرط الشيخين،
ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
(٢) وذلك - فيما يروى - حينما جاءت عائشة رضي الله عنها لتنظر إلى صفية رضى الله عنها أول ما قدمت المدينة، (فتنكّرت، وتنقبت، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عينيها، فعرفها) الحديث رواه ابن ماجة، وله شاهد مرسل عن عطاء بن يسار ذكره ابن سعد.