للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم والعمل" (١) اهـ.

فإن لم يعلم شيئَا عن. أخبار السلف؛ لم يعدم أن يجد دلائله في استقامة العالم الذي يفتيه، وحسن سيره وسيرته بين الناس، وثباته أمام مزالق الفتن والأهواء، فإن عدم من حقائق إسلامه ما يبصره بشيء من هذا كله، فإن بلاءه من نفسه قبل أن يكون من مكيدة المخادعين، أو مكر الضالين المضلين، إذ لا يكون مسلما حقُّا إلا بعد أن يكون على شيء من البصيرة

بدينه، بحيث تشير له - ولو من بُعْدٍ - إلى معالم الحق، وتحذره - ولو في الجملة - من مهاوي الضلال، فإن على الحق نورًا.

تدور شُبه المغرضين حول أقوالٍ لا رصيد لها من المعنى الذي يمكن أن

يتقبله العقل السليم، لأنها من نوع ما يسميه علماء المنطق بالسفسطة التي

لها شكل الحجة، وليست لها حقيقتها (٢) .

وهي أقوال يراد بها إخضاع النفس، أكثر مما يراد بها إقناع العقل.

هذا فيما يتعلق بالمغرضين من أعداء الدين الذين يتخذون السفور

ذريعة لمقاصدهم السيئة، أما الفريق الآخر الذي يبيح السفور بناءً على اجتهاد فقهي مخلص في طلب الحق، فأغلب ما تعلقوا به:

- إما أحاديث ضعيفة، لا تثبت عند أهل العلم بالحديث.

- وإما وقائع أحوال لا عموم لها.

- وإما نصوص يفهم منها إباحة السفور لكنها كانت قبل نزول الحجاب.

- وإما نصوص يفهم منها حصول السفور في حالة من حالات الترخيص فيه مثل الخِطبة، والشهادة، والتطبيب، وغيرها، وهذه في الحقيقة تؤيد أن الأصل منع السفور، وإلا لما كان لهذه الاستئناءات


(١) السابق.
(٢) انظر الجواب عن بعضها في صفحة (٤٠٨-٤٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>