ج- عن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وبين أبي الدرداء، فقال: فجاءه سلمان يزوره فإذا أم الدرداء متبذلة (أي لابسة ثياب المهنة، وتاركة للبس ثياب الزينة) ، فقال: ما شأنك يا أم الدرداء؟ قالت: إن أخاك أبا الدرداء يقوم الليل، ويصوم النهار، وليس له في شيء من الدنيا حاجة. . . الحديث، رواه البخاري (٤/ ٢٤٦-٢٤٧) ، والترمذي (٣/ ٢٩٠) ، والبيهقي (٤/ ٣٧٦) ، والمؤاخاة كانت في أوائل الهجرة، وانتهت بعد آية التوريث، وآية التوريث نزلت قبل الحجاب. د- ما رواه البيهقي في قصة توبة أبي لبابة وقال "حديث صحيح"، وفيه قول أم سلمة رضي الله عنها: أفلا أبشره يا رسول الله بذلك؟ قال: "بلى إن شئتِ" قالت: فقمتُ على باب حجرتي، فقلت - وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب - يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك. هـ- وعن أنس رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوّب عليه بحَجَفَة له. . . ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما وأم سُليم وأنهما لمُشَمرتان أرى خَذمَ سُوقِهما - يعني الخلاخيل - تنقزان القرب على متونهما تفرغانه في أفواه القوم) ، رواه البخاري في المغازي، باب إذا همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما "فتح الباري" (٧/ ٤١٨) ، وفي الجهاد، باب (عزو النساء وقتالهن مع الرجال، وباب المجن ومن يتترس بترس صاحبه، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب أبي طلحة، ومسلم رقم (١٨١١) في الجهاد، باب غزوة النساء مع الرجال. مجوب عليه بحَجَفَةْ أي ساتر له، قاطع بينه وبين الناس، مترس عليه بترس، تنقزان: أي تثبان، والمقصود تحملان القرب، وتقفزان بها وثبا.