للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قال العلامة القرآني محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

"وأجيب عن حديث جابر هذا بأنه ليس فيه ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم

رآها كاشفة عن وجهها، وأقرها على ذلك، بل غاية ما يفيده الحديث أن

جابرا رأى وجهها، وذلك لا يستلزم كشفها عنه قصدًا، وكم من امرأة يسقط خمارها عن وجهها من غير قصد، فيراه بعض الناس في تلك الحال، كما قال نابغة ذبيان:

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليدِ

فعلى المحتج بحديث جابر المذكور أن يثبت أنه صلى الله عليه وسلم رآها سافرة، وأقرها

على ذلك، ولا سبيل له إلى إثبات ذلك" اهـ (١) .

* وقال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري حفظه الله تعالى:

"وأما حديث جابر رضي الله عنه فليس فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى تلك المرأة سافرة

بوجهها، وأقرها على ذلك، حتى يكون فيه حجة لأهل السفور، وغاية ما

فيه أن جابرًا رأى وجه تلك المرأة، فلعل جلبابها انحسر عن وجهها

بغير قصد منها، فرآه جابر، وأخبر عن صفته، ومن ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رآها كما رآها جابر، وأقرها فعليه الدليل" (٢) اهـ.

* وقال الأستاذ درويش مصطفى حسن حفظه الله:

"إن هذه المرأة كانت مبدية وجهها وهي في وسط النساء، وفي مصلاهن

يوم العيد، ولا حرج عليها في ذلك، أما وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين

أتاهن يخبرهن بأن أكثر النساء حطب جهنم، نسيت كل شيء، ولم تهتم إلا بأمر واحد دون ما عداه، وهو معرفة سبب هذا الأمر الخطير، فهمَّت

تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتغافلت حينا عن تغطية وجهها دون أن تقصد،


(١) "أضواء البيان" (٦/٥٩٧) .
(٢) "الصارم المشهور" ص (١١٧ - ١١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>