للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كله" (١) اهـ.

ومن هذه الأدلة التي استدل بها فضيلته على هذه الدعوى:

* ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، ثم

قام متوكئا على بلال، فأمر بتقوى الله، وحث على طاعته، ووعظ

الناس، وذكَّرهم، ثم مضى حتى أتى النساء (٢) فوعظهن، وذكَرهن، فقال:

"تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم"، فتكلمت امرأة من سطة النساء (٣) سفعاء الخدين (٤) ، فقالت: لم يا رسول الله؟ قال: "لأنكن تكثرن الشكاية،

وتكفرن العشير"، قال: فجعلن يتصدقن من حُليّهن، يلقين في ثوب بلال من أقراطهن وخواتمهن (٥) .

قال: وقول جابر في هذا الحديث: سفعاء الخدين، يدل على أنها كانت كاشفة عن وجهها، إذ لو كانت محتجبة لما رأى خديها، ولما علم بأنها

سفعاء الخدين.

والجواب

*أولا:

أن الحديث ليس فيه حجة لإثبات ما أورده من أجله.


(١) "نظرات في حجاب المرأة المسلمة" (ص ٦٧-٦٨) .
(٢) وفي رواية النسائي: (ومضى إلى النساء ومعه بلال) قال القاري في "المرقاة": ولا
يلزم منه رؤيته لهن اهـ (٢/٢٥٥) .
(٣) أي جالسة وسطهن.
(٤) أي فيهما تغير وسواد.
(٥) أخرجه البخاري في خمسة عشر موضعًا، ومسلم في العيدين، والنسائي،
والدارمي، والبيهقي، والإمام أحمد في مسنده بإسنادٍ صححه السندي.

<<  <  ج: ص:  >  >>