للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالفه صاحبي آخر، فوجب أن نختار أقرب القولين إلى الكتاب والسنة.

واعلم؛ أن من حسَّن حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه عنها

خالد بن دريك، إنما حسنه - رغم انقطاعه - باعتبار حديث أسماء بنت

عميس - هذا رغم ضعفه - شاهدا موصولًا له.

ولو سلمنا بتحسين الحديثين، لكان الجواب عن حديث أسماء هذا

كالجواب عن حديث عائشة رضي الله عنها، تماما كما تقدم (١) ، والعلم

عند الله تعالى.

الشبهة الرابعة

حديث السفعاء الخدين

* ذهب بعض الفضلاء إلى تحسين حديث أسماء السابق، وبعد أن صلح

عنده الاحتجاج به قال: "وقد جرى العمل عليه عند النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث كن يكشفن عن وجوههن وأيديهن بحضرته صلى الله عليه وسلم وهو لا ينكر

ذلك، عليهن" اهـ.

وهذا السياق لا يصح جملة وتفصيلا، بل ذهب بعض العلماء إلى القول

بأن: "سياق هذا بأسلوب الجزم فيه افتئات في حق النبي صلى الله عليه وسلم وحق النساء

المؤمنات رضي الله عنهن، لأن الأدلة التي كانت هي السند في سياقه لا تحمل أمورا قطعية، وإنما تضمنت احتمالات ضعيفة لا تقوم بها حجة على ما قاله، لأن مثل ذلك يحتاج إلى أدلة قطعية ومتواترة، ولا شيء من هذا


= "الكف، ورقعة الوجه"، وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة (٤/ ٢٨٣) ، وقال الألباني: "وروى نحوه عن ابن عمر بسند صحيح أيضَا" اهـ، وانظر: "تمام المنة
في التعليق على فقه السنة" (ص ١٦٠ – ١٦١)
(١) راجع (ص ٣٧٢-٣٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>