للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* والجواب بمعونة الملك الوهاب:

أولا: ليس في الحديث دليل على أنها كانت سافرة الوجه حين رآها

أبو السنابل بل غاية ما فيه أنه رأى خضاب يديها وكحل عينيها، ورؤية ذلك لا يستلزم رؤية الوجه.

* قال الشيخ عبد العزيز بن خلف:

"والمستمسك من الحديث هو أنه عرف منها أنها كانت مكتحلة

ومخضبة، وله أن يعرف أنها كانت مكتحلة حين تكون قد لوت الجلباب

على وجهها، وأخرجت عينا كما وصف ابن عباس رضي الله عنهما فعل

المؤمنات بعد نزول آية إدناء الجلابيب" (١) اهـ.

وقد أشار الألباني في الحاشية إلى هذا الاحتمال بقوله: "والحديث صريح الدلالة على أن الكفين ليسا من العورة في عرف نساء الصحابة،

وكذلك الوجه أو العينان على الأقل" اهـ.

ثانيًا: قال الحافظ ابن حجر في الفوائد المستنبطة من قصة سبيعة: وفيه

جواز تجمل المرأة بعد انقضاء عدتها لمن يخطبها، لأن في رواية الزهري التي فى المغازي: "فقال: ما لي أراك تجملت للخُطَّاب؟ "، وفي رواية ابن

إسْحاق: "فتهيأت للنكاح، واختَضبت"، وفي رواية معمر عن الزهري

عند أحمد: "فلقيها أبو السنابل وقد اكتحلت"، وفي رواية الأسود: "فتطيبت وتعطرت" (٢) اهـ.

ويتضح من هذا أن إظهار زينتها إنما كان للخُطَّاب، وعليه ينبغي حمل

هذه الروايات، وقد سبق ذكر جملة من النصوص في الترخيص في نظر

الخاطب إلى المخطوبة بإذنها، أو بغير إذنها، فعلم أبو السنابل بخضابها

واكتحالها، وقال لها: "ما لي أراك تجملت للخطاب"، وكان قد نظر إليها


(١) "نظرات في حجاب المرأة المسلمة" (ص ٧٥) ، وانظر (ص ١٨١) .
(٢) "فتح الباري" (٩/٣٧٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>