للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

"وفيه مباشرة المرأة السؤال عما ينزل بها، ولو كان مما يستحي النساء

من مثله، لكنْ خروجُها من منزلها ليلا، ليكون أستر لها كما فعلت سبيعة" (١) اهـ.

الشبهة التاسعة

* احتج المبيحون للسفور بنصوص وردت في الأمر بغض البصر على أن هذا يلزم منه أن تكون وجوه النساء مكشوفة، وإلا فعن ماذا يُغَض البصر إذا كانت النساء مستورات الوجوه؟

وذلك مثل قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (٣٠)) [النور: ٣٠] . وقوله صلى الله عليه وسلم: "يا علي لا تُتْبع النظرةَ النظرةَ، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة" (٢) .

وفي حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، فأمرني أن أصرف بصري" (٣) .

فاستنبطوا من الآية القرآنية الآمرة بغض البصر أن في المرأة شيئا مكشوفًا، ثم أثبتوا- باجتهادهم- أن هذا الشيء المكشوف هو الوجه والكفان، ثم استشهدوا لذلك بالأحاديث التي فيها أيضًا أمر بغض البصر.

* والجواب بمعونة الملك الوهاب:

أن هذا الأمر بغض البصر أمر من الله سبحانه وتعالى، وأمر من


(١) فتح الباري" (٩/ ٣٧٩) .
(٢) تقدم تخريجه (ص ٤٧) .
(٣) تقدم تخريجه (ص ٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>