للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وقد قال الألباني في هذا الحديث:

والحديث يدل على ما دل عليه الذيَ قبله من أن الوجه ليس بعورة،

لأنه كما قال ابن حزم: لو كان الوجه عورة يلزم ستره لما أقرَّها على كشفه

بحضرة الناس ولأمرها أن تسبل عليه من فوق؛ ولو كان وجهها مغطى ما

عرف ابن عباس أحسناء هي أم شوهاء (١) .

* قال الشيخ حمود التويجري:

وأما قول ابن حزم: "لو كان وجهها مغطى ما عرف ابنُ عباس أحسناءُ

هي أم شوهاء" فجوابه: أن يقال: إن عبد الله بن عباس لم يشهد قصة

الخثعمية (٢) ولم يَرَ وجهها، وإنما حدثه بحديثها أخوه الفضل بن عباس رضي الله عنهما.

ثم قال: وإن كان الفضل قد رأى وجهها فرؤيته له لا تدل على أنها كانت مستديمة لكشفه، ولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رآها سافرة بوجهها وأقرها

على ذلك، وكثيرًا ما ينكشف وجه التحجبة بغير قصد منها، إما بسبب اشتغال بشيء أو بسبب ريح شديدة أو لغير ذلك من الأسباب فيرى

وجهها من كان حاضرَا عندها، وهذا أولى ما حُملت عليه قصة الخثعمية،

والله أعلم (٣) اهـ.

* وقريب من هذه الأجوبة ما أجاب به فضيلة الشيخ عبد العزيز بن

راشد النجدي حيث قال رحمه الله:


(١) "حجاب المرأة المسلمة" هامش (ص ٢٧) .
(٢) وقد أشار الحافظ في "الفتح" إلى احتمال شهود ابن عباس القصة، فقال:
(ويحتمل أن يكون سؤال الخثعمية وقع بعد رمي جمرة العقبة، فحضره ابن
عباس، فنقله تارة عن أخيه لكونه صاحب القصة، وتارة عما شاهده) إلخ، (٤/٨٠) .
(٣) "الصارم المشهور" (ص ١٣٩- ١٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>