للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول النووي هذا مع ما تقدم عن أئمة اللغة في تفسير التلفع يؤيد ما ذكرتُه من مبالغة نساء الصحابة رضي الله عنهم في التستر وتغطية وجوههن عن الرجال الأجانب، ويؤيد هذا ما تقدم (١) عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت نساء الأنصار وفضلهن، وأنهن لما أنزلت سورة النور (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) قامت كل امرأة منهن إلى مِرْطها فاعتجرت به،

فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجراتِ كان على رؤوسهن الغربان، رواه

ابن أبي حاتم - وقد تقدم تفسير الاعتجار وأنه لف الخمار على الرأس مع تغطية الوجه" (٢) اهـ.

* قال بدر الدين العيني رحمه الله:

ثم عدم معرفتهن يحتمل أن يكون لبقاء ظلمة من الليل، أو لتغطيتهن بالمروط غاية التغطي، وقيل: معنى "ما يعرفهن أحد" يعني ما يعرف أعيانهن، وهذا بعيد، والأوجه فيه أن يقال: "ما يعرفهن أحد" أي: نساء هم أم رجال، وإنما يظهر للرائي الأشباح خاصة" (٣) اهـ.

وقال في موضع آخر: "قوله "متلفعات" حال، أي متلحفات من التلفع، وهو شد اللفاع، وهو ما يغطي الوجه، ويتلحف به" (٤) اهـ.

* وقال الشيخ عبد العزيز بن خلف:

"وهذا الحديث أيضَا ليس فيه دلالة على كشف الوجه مطلقًا، وحينما


= برزة الذي مضى من أنه كان ينصرف حين يعرف الرجل جليسه، لأنه إخبار
عن رؤية جليسه، وهذا إخبار عن رؤية النساء من البعد) اهـ. من "عمدة القاري
شرح صحيح البخاري" (٦/ ٧٤- ٧٥) .
(١) انظر ص (٣١٤) .
(٢) "الصارم المشهور" ص (٨٥-٨٧) .
(٣) "عمدة القاري" (٤/ ٩٠) .
(٤) "السابق" (٦/ ٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>