للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"من يُبْغِضُهم أكثر ممن يحبهم".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان، الصابر فيه على دينه، كالقابض على الجمر" (٥) .

قال المناوي رحمه الله: "شبه المعقول بالمحسوس، أي الصابر على أحكام الكتاب والسنة يقاسي بما يناله من الشدة والمشقة من أهل البدع والضلال مثلَ ما يقاسيه من يأخذ النار بيده، ويقبض عليها، بل ربما كان أشد، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، فإنه إخبار عن غيب، وقد وقع (٦) .

وقال المباركفوري رحمه الله: (قال الطيبي: (المعنى: كا لا يقدر القابض على الجمر أن يصبر لإحراق يده، كذلك المتدين يومئذ لا يقدر على ثباته على دينه، لغلبة العصاة والمعاصي وانتشار الفسق وضعف الإيمان" انتهى، وقال القاري: (الظاهر أن معنى الحديث: كما لا يمكن القبض على الجمر إلا بصبر شديد وتحمل غلبة المشقة، كذلك في ذلك الزمان لا يُتَصَورُ حفظُ دينهِ ونورِ إيمانه إلا بصبر عظيم" انتهى) (٧) اهـ.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من ورائكم زمانَ صبر، للمتمسك فيه أجْرُ خمسين شهيدا منكم" (٨) .


= رجال الصحيح) اهـ، وانظر: "فيض القدير" (٤/٢٧٤) .
(٥) رواه الترمذي رقم (٢٢٦١) (٢/٤٢) في (الفتن،: باب رقم (٧٣) ، وفي سنده عمر بن شاكر البصري، وهو ضعيف كما في "التقريب" (٢/٥٧) ، وقال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه،، ورمز له السيوطي بالحسن، وصححه الألباني بشواهده كما في " السلسلة الصحيحة" رقم (٩٥٧) ، وانظر: تحقيق "جامع الأصول" (١٠/٥) ، و "الغرباء" للآجري ص (٢٦) .
(٦) "فيض القدير" (٢/٤٥٦) .
(٧) "تحفة الأحوذي" (٦/٥٣٩) .
(٨) (أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير" (١/٧٦/٣) ، وإسناده صحيح، رجاله =

<<  <  ج: ص:  >  >>