للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم زيد بن عمرو بن نُفَيل القرشي، كان يضرب بين مضارب القوم فإذا بَصُرَ بِرَجُل يَهُمُّ بوأد ابنته قال له: لا تقتلها، أنا أكفيك مؤونتها، فيأخذها، ويلي أمرها حتى تشب عن الطوق، فيقول لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤونتها (١٢٩) .

وصعصعة بن ناجية بن عقال هو جد الفرزدق بن غالب، قال السيوطي: (وأخرج الطبراني عن صعصعة بن ناجية المجاشعي- وهو جد الفرزدق- قال: قلت: يا رسول الله إني عملت أعمالا في الجاهلية، فهل لي فيها مِنْ أجر؟ قال: وما عملت؟ قال: أحييت ثلاثمائة وستين موءودة أشترى كل واحدة منهن بناقتين عشراويين وجمل، فهل لي في ذلك من أجر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لك أجره إذا مَنَّ الله عليك بالإسلام) (١٣٠) .

وروى أبو عبيدة أن صعصعة هذا وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، قال: وكان صعصعة منع الوأد في الجاهلية، فلم يدع تميما تئد وهو يقدر على ذلك، فجاء الإسلام وقد فدى في بعض الروايات أربعمائة موءودة، وفي أخرى ثلاثمائة، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: (بأبي أنت وأمي أوصِني" فقال صلى الله عليه وسلم: "أوصيك بأمك وأبيك وأختك وأخيك وأدانيك أدانيك فقال: " زدني فقال صلى الله عليه وسلم: (احفظ ما بين لحييك ورجليك "، ثم قال صلى الله عليه وسلم: " ما من شيء بلغني عنك فعلتَهُ؟ " فقال " يا رسول الله! رَأيتُ الناس يموجون على غير وجه، ولم أدر أين الصواب، غير أني علمت أنهم ليسوا عليه، فرأيتهم يئدون بناتهم، فعرفت أن ربهم


(١٢٩) رواه البخاري تعليقا (٧/١١٠) في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب حديث زيد ابن عمرو بن نفيل.
(١٣٠) " الدر المنثور" للسيوطي (٦/٣٢٠) ، وعزاه الحافظ في "الإصابة" (٣/ ٤٣٠) إلى ابن أبي عاصم، وابن السكن، والطبراني، وقال الهيثمي: (وفيه الطفيل بن عمرو التميمي، قال البخاري: " لا يصح حديثه"، وقال العقيلي: " لا يتابع عليه") اهـ. (١/٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>