للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عز وجل لم يأمرهم بذلك، فلم أتركهم، ففديت ما قدرت عليه) (١٣١) .

وقد افتخر الفرزدق بهذا في قوله:

ومنا الذي منع الوائداتِ ... وأحيا الوئيد فلم يوأدِ

وفي قوله أيضا (١٣٢) :

أنا ابن عِقال وابن ليلى وغالب ... وفكّاكُ أغلال الأسير المُكَفرِ (١٣٣)

وكان لنا شيخان ذو القبر (١٣٤) منهما ... وشيْخ أجار الناس من كل مَقبرِ

على حِينِ لا تُحْيىَ البناتُ وإذ هُم ... عُكُوف على الأصنام حول المُدَورِ

أنا ابن الذي رد المنيةَ فضلُه ... وما حَسَب دافعتُ عنه بِمُعْوِرِ

أبي أحد الغيثين صعصعةُ الذي ... متى تُخلِفُ الجوزاءُ والنجمُ يُمطِرِ

أجار بناتِ الوائدين ومن يُجرْ ... على القبر، يعلم أنه غيرُ مُخْفِرِ

وفارق (١٣٥) ليل من نساءٍ أتت أَبي ... تعالج ريحا ليلُها غيرُ مُقْمِر

فقالت: أجر لى ما ولدتُ فإنني ... أتيتك من هَزْلَي الحمولةِ مُقْتِر

رأي الأرضَ منها راحة فرمى بها ... إلى خُدَدٍ منها وفي شر مَخْفَر

فقال لها: نامى فأنتِ بذمتي ... لبنتكِ جار من أبيها القَنَوَّر (١٣٦)


(١٣١) انظر: " الإصابة" (٣/٤٣٠- ٤٣١) ، و"كشف الخفا" (١/٥٨) رقم (١٤٤) .
(١٣٢) من قصيدته التي مطلعها:
بني نهشل أبقوا عليكم ولم تروا ... سوابقه حام للذمار مُشَهر
(الديوان ٢/ ٤٧٤)
(١٣٣) المكفر: هو الذي كُفر، وكُبلَ بالحديد.
(١٣٤) ذو القبر: غالب، كان يستجار بقبره والعياذ بالله، والذي أجار الناس من القبر، وأحيا الوئيدة: صعصعة.
(١٣٥) فارق: يعني امرأة ماخضًا، شبهها بالفارق من الإبل، وهي الناقة التي يضربها المخاض فتفارق الإبل، وتمضى على وجهها حتى تضع.
(١٣٦) القنور: السيء الخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>