للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: رضي الله عنه:

(كانت لي جارية ترعى غنمًا لي في قِبَل أُحُد والجوانية، فاطلعتها ذات يوم، فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسَفُ كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَعَظَّمَ ذلك عَلَيَّ، قلت: " يا رسول الله أفلا أعتقها؟ " قال: "ائتني بها"، فأتيته بها، فقال لها: " أين الله؟ "، فقالت: "في السماء"، قال: " من أنا؟ "، قالت: " أنت رسول الله"، قال: " أعتقها، فإنها مؤمنة") (١٥٨) ، وقال مرة: "هي مؤمنة فأعتقها".

وعن هلال بن يساف قال:

(كنا نبيع البُر في دار سويد بن مُقَرن أخي النعمان بن مقرن، فخرجت جارية، فقالت لرجل مِنا كلمةً فلطمها، فغضب سويد- وفي رواية: فما رأيت سويدا أشد غضبًا منه ذلك اليوم، وقال له: عجز عليك إلا حُرُّ وجهها؟ لقد رأيتني سابع سبعة من بني مُقَرِّن، ما لنا خادم إلا واحدة، فلطمها أصغرنا، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُعتقها) (١٥٩) .

وكان من أشد ما يؤلم نفسه الكريمة صلى الله عليه وسلم أن يسمع الرجل يُعَير الرجل


(١٥٨) أخرجه مسلم (٥٣٧) في المساجد وموضع الصلاة فيها: باب تحريم الكلام في الصلاة، ونسخ ما كان من إباحته، وأبو داود (٩٣٠) في الصلاة: باب تشميت العاطس في الصلاة، والنسائي (٣/ ١٤-١٩) في الصلاة: باب الكلام في الصلاة، والإمام أحمد (٥/٤٤٧، ٤٤٨) ، وابن أبي شيبة (١١/١٩ - ٢٠) ، الطيالسي (١١٠٥) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (١/٢١٥) رقم (٤٨٩) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات" ص (٤٢٢) ، وفي "سننه" (٧/٣٨٧) ، والدارمي في " الرد على الجهمية" ص (٢١-٢٢) ، والطبراني في " الكبير" (١٩/٩٣٧، ٩٣٨) من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه.
(١٥٩) رواه مسلم رقم (١٦٥٨) في الإيمان: باب صحبة المماليك، وأبو داود رقم (٥١٦٦) ، (٥١٦٧) في الأدب: باب في حق المملوك، والترمذي رقم (١٥٤٢) في النذور: باب ما جاء في الرجل يلطم خادمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>