للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وعن ثمامة بن حزن قال: بينما عمر بن الخطاب يسير على حماره، لقيته امرأة، فقالت: " قف يا عمر"، فوقف، فأغلظت له القول، فقال رجل: " يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم"، فقال: "وما يمنعني أن أستمع إليها، وهي التي استمع الله لها، وأنزل فيها ما أنزل: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) الآية (١٩٧) .

وفي بعض الروايات أنه رضي الله عنه مر بها في خلافته، والناس معه، على حمار، فاستوقفته طويلًا، ووعظته، وقالت: " يا عمر: قد كنت تدعى عميرا، ثم قيل لك: عمر، ثم قيل لك: أمير المؤمنين، فاتق الله يا عمر، فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب"، وهو واقف يسمع كلامها، فقيل له: " يا أمير المؤمنين"، أتقف لهذه العجوز هذا الوقوف؟ ! ، قال: (والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لازلت إلا للصلاة المكتوبة، أتدرون من هذه العجوز؟ هي خولة بنت ثعلبة، سمع الله قولها من فوق سبع سموات، أيسمع رب العالمين قولها، ولا يسمعه عمر؟!) .

وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء

وكانت في رجال قريش صرامة على نسائهم، ومنهم من كان يعمد إليهن بالأذى، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ضرب في حياته امرأة ولا خادمَا- وهو الذي يقول: (اتقوا الله في النساء) (١٩٨) و (استوصوا بالنساء خيرًا) (١٩٩) ويقول: "إني أحَرِّج عليكم حَق الضعيفين: اليتيم، والمرأة " (٢٠٠) ، وكان


(١٩٧) عزاه في " الدر المنثور " إلى البخاري في " تاريخه"، وابن مردويه (٦/١٧٩) .
(١٩٨) انظر تخريجه بهامش رقم (٢٤٠) .
(١٩٩) انظر تخريجه بهامش رقم (٢٤٣) .
(٢٠٠) انظر تخريجه بهامش رقم (٩٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>