للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوء ما بشر به (٢٧٨) أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، ألا ساء ما يحكمون) (٤٧٩) (النحل: ٥٨ - ٥٩) بل إن هذا من ضعف الإيمان وزعزعة اليقين لكونهم لم يرضوا بما قسم الله لهم من إناث فهذا أمره الغالب ومشيئته المطلقة وإرادته النافذة لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه قال عز وجل: (لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) (الشورى: ٤٩ - ٥٠) [وما سماه الله تعالى (هبة) فهو بالشكر أولى وبحسن التقبل أحرى] .

قال واثلة بن الأسقع: [إن من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر وذلك أن الله تعالى قال (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) فبدأ


(٤٧٨) (ويروى أن بعض الجاهلية كان يتوارى في حال الطلق فإن أخبر بذكر ابتهج أو بأنثى حزن وبقي متواريا أياما يدبر ما يصنع: أيمسكه أيتركه ويربيه على هون أي ذل وهوان لا يورثه ولا يعتني به ويفضل ولده الذكور عليه؟ فهي مهانة عنده وعبر عنها بـ "ما" عرفا لإسقاطها في زعمهم عن درجة العقلاء) اهـ من روح المعاني (١٤/١٦٨) .
(٤٧٩) قال الألوسي رحمه الله في تفسير هذه الآية: (والآية ظاهرة في ذم من يحزن إذا بشر بالأنثى حيث أخبرت أن ذلك فعل الكفرة وأخرج ابن جرير وغيره عن قتادة أنه قال في قوله سبحانه: (وإذا بشر ... ) الآية هذا صنيع مشركي العرب أخبركم الله تعالى بخبثه فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله تعالى له وقضاء الله تعالى خير من قضاء المرء لنفسه ولعمري ما ندري أي خير؟ لرب جارية خير لأهلها من غلام وإنما أخبركم الله عز وجل بصنيعهم لتجتنبوه ولتنتهوا عنه وكان أحدهم يغذو كلبه ويئد ابنته " اهـ من "روح المعاني" (١٤/١٦٩)
وما كل مئناث سيشقى ببنته ... وما كل مذكار بنوه سرور
والمئناث: الذي لم ينجب إلا بنات.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا كان عنده وله بنات فتمنى =

<<  <  ج: ص:  >  >>